للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد عاب أبو العباس "كُنْتُنِيًّا"، وقال: "هو خطأٌ"، فاعرفه.

فصل [النسبة إلي المركَّب تركيبًا إضافيًّا]

قال صاحب الكتاب: والمضاف على ضربين: مضاف إلى اسم معروف يتناول مسمى على حياله, كـ "ابن الزبير", و"ابن كُراع", ومنه الكنى كأبي مسلم وأبي بكر، ومضاف إلى ما لا ينفصل في المعنى عن الاول كامرئ القيس وعبد القيس. فالنسب إلى الضرب الأول زبيري وكراعي ومسلمي وبكري, وإلى الثاني عبدي ومرئي قال ذو الرمة [من الوافر]:

٨٤١ - ويذهب بينها المرئي لغواً ... [كما ألغيت بالدية الحُوارا]

وقد يصاغ منهما اسم فينسب إليه كعبدري وعبقسي وعبشمي.

* * *

قال الشارح: اعلم أنّ القياس في الباب أن تقع النسبةُ إلى الاسم الأوَّل, لأنّ الاسم الثاني بمنزلة تمام الاسم، وواقعٌ موقعَ التنوين، فكانت الإضافةُ إلى الأوّل لذلك، فقالوا في "عَبْدِ القيس": "عَبْديّ" وفي "امْرِئ القيس": "امْرِئِيٍّ"، و"مَرْئِيٌّ". إن شئت هذا مقتضى القياس، إلَّا أن يعرض ما يوجب العدولَ إلى الثاني، وذلك إمّا للَبْسٍ يقع،


= وجملة "وما أنت كنتي": بحسب الواو، وجملة "وما أنا عاجن" معطوفة، وجملة "وشرّ الرجال ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "الكنتنيّ" في النسبة إلى "كنت"، وهذا شاذّ، وقيل: خطأ.
٨٤١ - التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص ١٣٧٩.
اللغة: المرئي: نسبة إلى امرئ القيس. لغوًا: باطلًا. الغيت: أهملت. الدية: ثمن دم القتيل. الحوار: ولد الناقة ساعة يولد.
الإعراب: "ويذهب": الواو: بحسب ما قبلها، و"يذهب": فعل مضارع مرفوع. "بينها": ظرف مكان منصوب متعلّق بـ"يذهب"، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. "المرئي": فاعل مرفوع. "لغوًا": حال منصوبة. "كما": الكاف: اسم بمعنى "مثل" مبني على الفتح في محلّ نصب مفعول مطلق، وهو مضاف، و"ما": مصدرية. والمصدر المؤول من "ما" والفعل "ألغيت" في محلّ جرّ مضاف إليه. "ألغيت": فعل ماضٍ، والتاء: ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل. "بالديةِ": جار ومجرور متعلقان بـ"ألغى". "الحوارا": مفعول به منصوب، والألف. للإطلاق.
وجملة "يذهب": بحسب ما قبلها.
والشاهد فيه قوله: "المرئي" نسبة إلى "امرئ القيس"، حيث نسبه إلى الجزء الأول من المركب الإضافي، وهذا جائز.

<<  <  ج: ص:  >  >>