فالنون فيهما زائدة؛ لأنها قد وقعت ثالثة ساكنة في بنات الخمسة، ولا تكون إذا كانت كذلك إلّا زائدة، نحو:"شَرَنْبَثٍ"(١) و"غَضنْفَرٍ"، وإذا ثبت زيادة النون؛ لم تكن الهمزة إلَّا زائدة, لأنها لا تكون في أوّل بنات الثلاثة إلَّا زائدة، وقد فُصل بين الزيادتين بالفاء التي هي اللام.
وأمّا "مُقاتِل"، فهو اسم فاعل من "قَاتَلَ"، و"مُقاتَل"، مفعول منه، والميم والألف فيه زائدتان، والقاف التي هي فاء قد فصلت بينهما، ولا نعلمه جاء اسمًا.
[فصل [زيادة حرفين بينهما عين الكلمة]]
قال صاحب الكتاب: وبينهما العين في نحو عاقول وساباط وطومار وخيتام وديماس وتوراب وقيصوم.
* * *
قال الشارح: يريد أنه قد وقع في الأسماء ما فيه زيادتان، والعين فاصلة بينهما، فإحدى الزيادتين بعد الفاء، والأخرى بعد العين، وذلك سبعة أبنية، منها "فاعُول" يكون اسمًا وصفة، فالاسم: نحو"عاقُول"، و"نامُوسٍ"، فالعاقُول: ما اعوجّ من نَهْر أو واد. والناموس: قُتْرَة الصائد التي يقعد فيها، والناموس صاحب سِرّ الإنسان، ومُوسَى كان يأتيه الناموس، وهو جَبْرائِلُ عليه السلام.
وقالوا في الصفة:"حاطُومٌ" و"جارُوف"، والحاطوم: الْمُمْرِىء، يقال:"ماء حاطوم" أي: مُمْرِىء، والجارُوف: الموت العامّ، كأنه يجترف الأنفس والمال، وسيلٌ جارُوفٌ: ما يُمرّ عليه، والألف والواو فيهما زائدتان؛ لأنهما لا تكونان في بنات الثلاثة إلا كذلك، وقد وقعت الأولى التي هي الألف بعد الفاء التي هي العين، والزيادة الثانية بعد العين التي هي القاف، ففصلت العين بينهما.
ومن ذلك "فاعال" قالوا: "ساباطٌ"، وهو كلّ سقيفة بين حائطَيْن تحتها طريقٌ، و"خاتام" لغة في "الخاتَم"، ولا نعلمه جاء وصفًا، فالألف فيهما زائدة، والباء والتاء اللتان هما عينان قد فصلتا بينهما.
ومن ذلك "فُوعال"، قالوا:"طُومار"، و"سُولافُ"، فـ"طومار": واحد الطوامير وهي السِّجِلّات، و"سولاف": أرضٌ، ولم يأت وصفًا.
ومن ذلك "فَيْعال"، ويكون اسمًا وصفة، فالاسم:"خَيْتامٌ"، و"دَيْماسٌ"، و"شَيْطانٌ"، والصفة "بَيْطارٌ"، و"غَيْداق"؛ فالخيتام: واحد "الخَواتِيم"، يقال:"خاتَمٌ"،
(١) الشَّرنبث والشُّرابث: القبيح الشّديد، وقيل: هو الغليظ الكفَّين. (لسان العرب ٢/ ١٦٠ (شربث").