للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبناهما على الكسر، وأمّ ابنو تميم، فإنهم يُجرونها مُجْرَى ما لا ينصرف من المؤنث، نحو: "زَيْنَبَ"، و"عائِشَةَ"، فيقولون: "هذه حَذامُ وقَطامُ"، و"رأيت حذامَ وقطامَ"، و"مررت بحذامَ وقطامَ"، إلَّا ما كان آخِره راء، فإنّ أكثرهم يُوافِق أهل الحجاز، فيكسرون الراء، وذلك من قِبَل أن الراء لها حظ في الإمالة ليس لغيرها من الحروف، فيكسرونها على كل حال من جهة الإمالة التي تكون فيها، فيكون الكسرُ من جهة واحدة، وذلك نحو: "حَضارِ" اسمَ كوكب بالقرب من سُهَيْل، يقال: "حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفان"، وهما نَجْمان يطلعان قبل سهيل، فيُحلَف أنهما سهيلٌ للشَّبَه.

و"جَعارِ" اسم للضبع، و"وبَارِ" موضع. ومنهم من لا يفرّق بين ما آخِرُه راءٌ وغيره، فلا يصرِفه كـ"حذامِ" و"قطامِ". وقال الشاعر [من مخلع البسيط]:

ومرّ دهر ... إلخ

هكذا جاء مرفوعًا، وهو من قصيدة قوافيها مرفوعة، وهو للأعشى، وهو من بني قيس، ومنزلُه باليَمامة، وبها بنو تميم.

[فصل [أحكام "هيهات"]]

قال صاحب الكتاب: "هيهات" بفتح التاء لغة أهل الحجاز، وبكسرها لغة أسدٍ وتميم، ومن العرب من يضمها، وقرىء بهن جميعاً. وقد تنون على اللغات الثلاث، وقال [من الطويل]:

٥٨٩ - تذكرت أياماً مضين من الصبا ... فهيهات هيهات إليك رجوعها


= وجملة "تاركة قطام": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تضن ضنا": معطوفة على الأولى لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "قطام" حيث جاء بالاسم مبنيا على الكسر في محلّ رفع مبتدأ.
٥٨٩ - التخريج: البيت للأحوص في ديوانه ص ١٥٠؛ ولسان العرب ١٣/ ٥٥٤ (هيه)؛ وبلا نسبة في الزهرة ١/ ٤٥٦.
اللغة: هيهات: بَعُدَ.
المعنى: إن تذكر أيام الشباب لا يجدي نفعًا، فَأَنَّى لما مضى أن يعود.
الإعراب: "تذكرت": فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "أياما": مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. "مضين": فعل ماض مبني على السكون، والنون: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "من الصبا": جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة من "أيامًا". "فهيهات": الفاء: استئنافية، و"هيهات": اسم فعل ماض بمعنى"بَعُدَ"، مبني على الكسر. "هيهات": توكيد لفظي، مبني على الكسر. "إليك": جار ومجرور متعلقان بالمصدر "رجوع". "رجُوعُها": فاعل لاسم الفعل، مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>