للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنّه أنّث "الصوت"، وهو مذكّر، لأنّه مصدر كـ "الضرب" و"القتل"، كأنّه أراد الصَّيْحة والاستغاثة، وهذا من أقبح الضرورة، أعني تأنيث المذكّر؛ لأن المذكّر هو الأصل، ونظيرُه [من الوافر]:

٨٠١ - إذا بعضُ السِّنِينَ تَعَرَّقَتْنا ... كَفَى الأيْتامَ فَقْدَ أَبي اليَتِيمِ

لأنّه أنّث "البعض"، وهو مذكّر، وهو أسهلُ ممّا قبله، لأنّ بعض السنين سنةٌ، وليس كذلك "الصوتُ"، فاعرفه.

[فصل [ثبوت تاء التأنيث وتقديرها]]

قال صاحب الكتاب: والتاء تثبت في اللفظ وتقدر, ولا تخلو من أن تقدر في اسم ثلاثي, كـ"عين", و"أذنٍ"، أو في رباعي كـ "عناقٍ" و"عقربٍ". ففي الثلاثي


= وجملة "يا أيها الراكب": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "سائل": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "ما هذه الصوت": في محلّ نصب مفعول به لسائل.
والشاهد فيه قوله: "هذه الصوت" حيث جاء باسم الإشارة الموضوع للمفردة المؤنثة مشيرًا به إلى الصوت وهو مفرد مذكر، والشاعر فعل ذلك لأن الصوت يطلق عليه لفظ الجلبة أو الصيحة، وكل واحد من هذه الألفاظ مؤنث.
٨٠١ - التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص ٢١٩؛ وخزانة الأدب ٤/ ٢٢٠، ٢٢١؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٥٦؛ والكتاب ١/ ٥٢، ٦٤؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣/ ١٩٧؛ ولسان العرب ٢/ ٥٧ (صوت)، ١٠/ ٢٤٥ (عرق)؛ والمقتضب ٤/ ١٩٨.
اللغة: تَعرَّفتُ العظم: أزلت كلَّ ما عليه من اللحم. السنة هنا: القحط والجدب. كفى هنا: أَغْنَى.
المعنى: يمدح جرير هشامَ بن عبد الملك بالكرم، فيقول: إن هشامًا هذا كريم، لا يشعر معه اليتيم أيام الجدب بفقد أبيه، لأن هشامًا بمنزلة الأب لهذا اليتيم.
الإعراب: "إذا": ظرف لما يُسْتَقَبل من الزمان متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محلّ نصب، متعلق بالفعل "كفى". "بعض": فاعل لفعل محذوف. "السنين": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. "تَعرَّقتنا": فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث لا محلّ لها، والفاعل مستتر تقديره: هو، و"نا": مفعول به محلّه النصب. "كَفَى": فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، والفاعل مستتر تقديره: هو. "الأيتام": مفعول به أول. "فَقْد": مفعول به ثان. "أبي": مضاف إليه، وكذلك "اليتيم".
جملة "إذا تعرقتنا بعض السنين .. كفى": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "تعرقتنا بعض السنين": مضاف إليها محلها الجرّ. وجملة "تعرقتنا": تفسيرية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "كفى": جواب شرط غير جازم لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه أن "بعضًا" اكتسب التأنيث مما أضيف إليه، وهو "السنون"، لذلك أَنَّثَ الفعل بعده، فقال: "تعرَّقَتنا".

<<  <  ج: ص:  >  >>