للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتحرّكة "جَنَعْدَلٌ"، النونُ أصل لما ذكرناه، ولأنّها بإزاء الفاء من "سَفَرْجَلٍ".

وأمّا "عَنْسَلٌ" - وهي الناقة السريعة- فلو خلّينَا والقياسَ، لكانت حروفُها كلّها أصولًا؛ لأنّها بإزاء "جَعفَرٍ"، لكنّهم جعلوه مشتقًّا من "عَسَلانِ الذِّئب"، وهو شدّةُ عَدْوه، فكانت زائدة لذلك. وقد ذهب قومٌ إلى أنّه مشتقٌ من لفظ "العنس"، فهي أصلٌ لذلك، واللامُ زائدة. والوجه الأول، وهو رأي سيبويه (١)، لقوّة المعنى، وكثرة زيادة النون ثانيًّا، نحو: "جُنْدُب"، و"عُنْصُّرٍ".

وأمّا "عَفَرْنى" -وهو من أسماء الأسد، ووزنه "فَعَلنى"، فالنون فيه والألف زائدة، كأنّه سُمّي بذلك لشدّته. يقال: "ناقة عَفَرْناةٌ"، أي: قويّة. ويقال: "فلان في عَفَرْنة الحَرّ"، أي: في شدّته، والنون والألف للإلحاق بـ "سَفرجل".

وأمّا "بُلَهنِيَةٌ" بمعنى العيش الناعم، يقال: "فلانٌ في بلهنيةِ من العيش"، أي: في سَعةٍ, والألفُ والنون زائدتان للإلحقاق بـ "قُذَعْمِل". وإنّما صارت الألف ياءً للكسرة قبلها، ودلّ على زيادة الألف والنون قولهم: "عيشٌ أبلَهُ"، أي: قليل الغُموم.

وأمّا "خَنْفَقِيقٌ" وهي الداهية، وهي أيضًا الخفيفة من النساء - النون فيه زائدة, لأنّه من "خفق يخفِق"، وهو ملحقٌ بـ "عَرْطَليل" (٢).

[فصل [زيادة التاء]]

قال صاحب الكتاب: والتاء اطردت زيادتها أولاً في "تَفْعيل" و"تَفْعال" و"تَفَعُّل" و"تَفاعُل" وفعليهما، وآخراً في التأنيث والجمع, وفي نحو: "رغبوت" و"جبروت" و"عنكبوت", ثم هي أصل إلا في نحو: "ترتب", و"تولج" و"سنبتة".

* * *

قال الشارح: اعلم أنّ التاء تزاد أولًا وآخرًا، وهي في ذلك على ضربَين: مُطرِدة وغيرُ مطردة. فالأوّلُ نحو: "تَفْعِيلٍ"، و"تَفْعالٍ"، و"تَفَعُّل"، و"تَفاعُل". فأمّا "التفعيل"، فهو مصدرُ "فَعَّلَ". قال الله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (٣)، وقال الشاعر [من الطويل]:

وما بالُ تَكلِيمِ الدِّيار البَلاقِعِ (٤)


(١) الكتاب ٤/ ٢٣٦.
(٢) العَرْطليل: الطويل، وقيل: الغليظ. (لسان العرب ١١/ ٤٣٩ (عرطل)).
(٣) النساء: ١٦٤.
(٤) تقدم بالرقم ٥٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>