للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا معنى قوله: "إذا كن بمعنى معرفةِ شيء على صفة" يعني أن المخاطَب قد كان يعرفه لا متصفًا بهذه الصفة، وفائدةُ الإخبار الآنَ اتصافُه بصفة كان يجهلها، وذلك متعلق بالخبر، والضمير في قوله: "إذا كنّ" يعود إلى الثلاثة الأواخر، وهي "رأيت"، و"علمت"، و"وجدت"؛ لأنها بمعنى العلم والمعرفةِ، وسائرُ أخواتها شك وظن، ولمّا كانت هذه الأفعال داخلة على المبتدأ والخبر ومعناها متعلقٌ بهما جميعًا لا بأحدهما: أمّا تعلّقها بالخبر، فلأنه موضع الفائدة، وبالمبتدأ فللإيذان بصاحب القصة المشكوك فيها أو المتيقنةِ، وجب أن تنصبهما جميعًا؛ لأنّ الفعل إذا اشتَغل بفاعل ورَفَعَه، فجميعُ ما يتعلق به غيرَه يكون منصوبًا, لأنه يصير فضلة.

وقوله: "إذا قُصد إمضاؤها على الشكّ واليقين" تحرّز ممّا إذا قُصد إلغاؤها، فإنها لا تعمل شيئًا.

وقوله: "وهما على شرائطهما وأحوالهما في أصلهما" يعني شرائط المبتدأ والخبر وأحواله، لا تتغيّر ذلك بدخول هذه الأفعال عليهما.

فصل [استعمال "أُرى" و"أقول" بمعنى "ظننت"]

قال صاحب الكتاب: ويستعمل "أُريتُ" استعمال "ظننتُ"، فيقال: "أُريتُ زيداً منطلقاً"، و"أُرى عمراً ذاهباً"، و"أين ترى بشراً جالساً", ويقولون في الإستفهام خاصة: "متى تقول زيداً منطلقاً؟ " و"أتقول عمراً ذاهباً؟ " و"أكل يوم تقول عمراً منطلقاً؟ " بمعنى "تظن". قال [من الوافر]:

١٠٠١ - أجُهالاً تقول بني لؤي ... لعمر أبيك أم متجاهلينا


١٠٠١ - التخريج: البيت للكميت بن زيد في خزانة الأدب ٩/ ١٨٣، ١٨٤؛ والدرر ٢/ ٢٧٦؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٣٢؛ وشرح التصريح ١/ ٢٦٣؛ والكتاب ١/ ١٢٣؛ والمقاصد النحويّة ٢/ ٤٢٩؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في أمالي المرتضى ١/ ٣٦٣؛ وأوضح المسالك ٢/ ٧٨؛ وتخليص الشواهد ص ٤٥٧؛ وخزانة الأدب ٢/ ٤٣٩؛ وشرح الأشموني ١/ ١٦٤؛ وشرح ابن عقيل ص ٢٢٨؛ والمقتضب ٢/ ٣٤٩؛ وهمع الهوامع ١/ ١٥٧.
اللغة: الجهّال: من الجهل، وهو السفه والعصيان، أو عدم المعرفة. المتجاهل: هو المتظاهر بالجهل.
المعنى: أتظنّ أن بني لؤيّ جهّال حقيقة، أم أنهم يتظاهرون بالجهل؟
الإعراب: "أجهالًا": الهمزة: للاستفهام، و"جهالًا": مفعول به ثانٍ مقدم لـ "تقول" منصوب. "تقول": فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. "بني": مفعول به أوّل منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. "لؤي": مضاف إليه مجرور"لعمر": اللام: للابتداء، و"عمر": مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: "قسمي"، وهو مضاف. "أبيك": مضاف=

<<  <  ج: ص:  >  >>