للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه "فُعُولٌ"، وهو أيضًا في مثال واحد، وهو"فَعال"، قالوا: "عَناقٌ"، و"عُنُوقٌ"، وهي الأنثى من ولدِ المَعْز.

ومن ذلك "أَفْعِلاء" جاء في بناء واحد أيضًا، وهو "فَعِيلٌ"، قالوا: "نَصِيبٌ" و"أَنْصِباء". ومن ذلك "أَفْعُلُ"، ولا يجمع على "أَفْعُلَ" إلَّا ما كان مؤنثًا، سواء كان على "فَعالٍ"، أو"فُعالِ"، أو" فِعالٍ". قالوا: "عَناق"، و"أَعْنُق"، و"عُقابٌ"، و"أَعْقُبٌ"، و"ذِراعٌ"، و"أَذْرُعٌ". فأمّا "لِسان"، و"أَلْسُن"، فإن فيه لغتَيْن: التأنيث والتذكير، فمن أنث، قال: "أَلْسُنٌ"؛ ومن ذكْر، قال: "أَلْسِنَة"، كأنّهم فرقوا بين جمع المذكّر من هذا البناء والمؤنث؛ كما فصلوا بين جمعِ نحو: "قَصْعَةٍ"، و"كَعْبٍ"، فجمعوه على خلافِ جمع المذكّر؛ لأن المذكر يجمع في القلة على "أَفْعِلَةَ"، وهذا يجمع على "أَفْعُلَ".

وشبّهوه بالعدد يكون في المذكّر بالهاء، نحو: "ثلاثة"، و"أربعة"، وفي المؤنث بغيرها، نحو: "ثلاث"، و"أربع". ولم يجمعوه جمعَ ما فيه تاء التأنيث، نحو: "قَصْعَة"، و"جَفْنَة"، وإن كان على عدته؛ لأنّ زيادته ليست كتاء التأنيث, لأن زيادته مَدّة زائدةٌ كالإشباع، فاعتقدوا سقوطَها، فصار على ثلاثة أحرف، فجُمع على "أَفْعُلَ"، كما يُجمَع الثلاثة عليه، نحو: "كَعْب"، و"أَكْعُبٍ"، و"فَلْس"، و"أَفْلُسٍ"، ولذلك قالوا في الكثير: "عُنُوقٌ"؛ لأن "فُعُولًا"، و"أَفْعُلَ" يترادفان على الثلاثي، نحو: "فَلْسٍ"، و"أَفْلُس"، و"فُلُوسٍ". وربما قالوا: "عُنُقٌ" قصروا "فُعُولًا"، كما قالوا: "أُسُدٌ" في "أُسُودٍ". وربّما خُفف أيضًا؛ فقالوا: "عُنْقٌ"، كما قالوا: "أُسْد". وقد قالوا: "مَكانٌ"، و"أَمْكُنٌ"، فجمعوه جمع المؤنّث، و"المكانُ" مذكرْ جاء ذلك شاذًّا، ومُجازُه أنه على "فَعالٍ". والمكانُ أرضٌ، والأرضُ مؤنثةٌ، فجُمع جمعَ ما هو مؤنثٌ، والمشهورُ "أَمْكِنَةٌ" على القياس، فاعرفه.

* * *

[عدم مجئ "فُعُل" في جمع الثلاثي المضاعف ولا المعتل اللام]

قال صاحب الكتاب: ولم يجيء "فُعُلٌ" من المضاعف ولا المعتل اللام وقد شذ نحو: "ذُبٍّ" في جمع "ذُبابٍ".

* * *

قال الشارح: يريد أنّ المضاعف يجمع في القلّة على "أفعِلَةَ"، نحو: "كِنانٍ"، و"أَكِّنَّةٍ". والكِنانُ: ما يكُنّك، أي: يستُرك من مَطَر أو حَرً أو بَرْدٍ، و"عِنانٍ"، و"أَعنهٍ"، و"خِلالٍ"، و"أخلةٍ". والخِلالُ: العُود يُتخلّل به، وما يُخَل به الثوبُ أيضًا. واقتصروا علي بناء القلة، وإن عنوا الكثيرَ، استغنوا بـ"أَكِنةٍ"، و"أَعنةٍ" عن أن يقولوا "كُنُنٌ"، و"عُنُنٌ"، فيُكرِّروا النون من غير ادّغام، كأنهم استثقلوا ذلك، وكان عنه مندوحةٌ، وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>