للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخلتْ عليه، واللامُ المُعرِّفةُ يجوز سقوطُها ممّا دخلت فيه، فلزومُ هذه اللام هنا وعدمُ جواز سقوطها دليل على أنها ليست المعرّفة.

وقومٌ من العرب يُبْدِلون من لام المعرفة ميمًا، وهي يَمانيةٌ، فيقولون: "اَمْرَجُل" في "الرجل". ويُرْوَى أن النَّمِرَ بن تَوْلَبٍ قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليس مِن امْبِرّ امْصِيامُ في امْسَفَر" (١)، يريد: ليس مَن البرّ الصيامُ في السفر، ويُقال: إنّ النمر لم يرو عن النبيّ عليه السّلام إلَّا هذا الحديثَ. وذلك شاذّ قليل لا يُقاس عليه، وقد تقدّم الكلام على ذلك في أوّل الكتاب، وأمّا قوله [من المنسرح]:

يَرْمِي وَرَائي بِامْسَهْمِ وامْسَلِمَهْ (٢)

فصدرُه:

ذاك خَلِيلِي وذو يعاتِبُني

الشاهد فيه إبدالُ الميم من اللام في "السهم" و"السلمة" , على أنّ الرواية بـ "السّهم" بسين مشدّدة لادّغام اللام فيها، و"امسلمه" بميم بعد الواو، فاعرفه.

[فصل [لام جواب القسم]]

قال صاحب الكتاب: ولام جواب القسم نحو قولك: "والله لأفعلن". وتدخل على الماضي, كقولك: "والله لكذب". وقال امرؤ القيس [من الطويل]:

١١٩٢ - حلفت لها بالله حلفة فاجر ... لناموا فما إن من حديث ولا صال


(١) هذا حديث، وقد تقدم تخريجه.
(٢) تقدم بالرقم ١١٨٧.
١١٩٢ - التخريج: البيت لامرىء القيس في ديوانه ص ٣٢؛ والأزهية ص ٥٢؛ والجنى الداني ص ١٣٥؛ وخزانة الأدب ١٠/ ٧١، ٧٣، ٧٤، ٧٧، ٧٩؛ والدرر ٢/ ١٠٦، ٤/ ٢٣١؛ وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٣٧٤، ٣٩٣، ٤٠٢؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٤١، ٤٩٤؛ ولسان العرب ٩/ ٥٣ (حلف)؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٧٧؛ ورصف المباني ص ١١٠؛ وهمع الهوامع ١/ ١٢٤, ٢/ ٤٢.
اللغة: الفاجر: الذى يأتى بالفاحشة والشرّ. الصالى: الذي يتدفّأ.
المعنى: لقد أقسمت لها أنهم ناموا، فلم يبق من يستمع لحديث، أو من يتدفأ بنار.
الإعراب: "حلفت": فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل. "لها": جار ومجرور متعلّقان بـ "حلفت". "بالله": جار ومجرور متعلّقان بـ "حلفت". "حلفة": مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "فاجر": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "لناموا": اللام: رابطة لجواب القسم، و"ناموا": فعل ماضٍ مبنيّ على الضم، والواو: ضمير متصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، والألف: للتفريق. "فما": الفاء: حرف عطف، و"ما": حرف نفي. "إن": حرف =

<<  <  ج: ص:  >  >>