للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المُضَريين مع فضلهم عليهم. والمتجاهل الذي يستعمل الجهلَ، وإن لم يكن من أهله، ألا ترى إلى قول الآخر [من الرجز]:

١٠٠٣ - إذا تَحْازَزتُ وما بي مِن خَزَر

وأما قول الآخر [من الكامل]:

أمّا الرحيل ... إلخ

فالبيت لعمَرَ بن أبي رَبِيعة المَخزومي، والشاهد فيه نصب الدار بـ "تقول" لِما ذكرناه من خروجها إلى معنى الظن كما تقدّم. يقول: قّد حان رحيلنا عمن نُحِب، ومفارقتُنا في غدٍ، وعبّر عنه بقوله: دون بعد غد، فمتى تجمعنا الدارُ بعد هذا الافتراق فيما تظنُّ، وتعتقد؟

[فصل [المعاني الأخرى لأفعال القلوب]]

قال صاحب الكتاب: ولها ما خلا "حسبت" و"خلت" و"زعمت" معان أخر, لا تتجاوز عليها مفعولاً واحداً. وذلك قولك ظننته من الظنة وهي التهمة. ومنه قوله عز وجل: {وما هو على الغيب بظنين} (١)، وعلمته بمعنى: عرفته

* * *


١٠٠٣ - التخريج: الرجز لأرطأة بن سهية في سمط اللآلي ص ٢٩٩؛ ولعمرو بن العاص في شرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٩٤؛ وبلا نسبة في أدب الكاتب ص٥٦٦؛ والمحتسب ١/ ١٢٧؛والمقتضب ١/ ٧٩. وجاء في سمط اللاَلي ص ٣٠٠ أن بعض الناس يروي الرجز لأبي غطفان الصاردي، ومن قال إنها لعمرو بن العاص فقد أخطأ وإنّما قالها عمرو متمثلًا. وفي شرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٩٤، ٣٩٥ أنّ الرجز لعمرو بن العاص قاله في يوم صفين، وأنه يروى أيضًا للنجاشي الحارثي، ثمّ قال صاحب الشرح: "وأظن أنه يروى لغيرهما أيضًا". وبعده:
ثم كسَرتُ العينَ من غيرِ عَورْ
ألفَيتَني ألوَى بعيدَ الُمستَمَرْ
ذا صَولة في المُضمَئِلاتِ الكُبَر
اللغة: التخازُرُ: أن تُقارب ما بين جفنيك إذا نظرت. والخَزَرُ: ضيق مؤخر العين خلقة.
المعنى: يقول: قاربتُ ما بين جفوني على اتساع عيني إيهامًا بأننى لا أدفّق النظر.
الإعراب: "إذا": اسم شرط غير جازم مبني على السكون في محل نصْب على الظرفية الزمانية متعلق بالجواب. "تخازرْت": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. "وما": الواو: حالية، "ما": نافية. "بي": جار ومجرور متعلقان بالخبر المقدم. "من": حرف جر زائد. "خَزَر": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًا على أنَّه مبتدأ، وقد سُكنَ لضرورة القافية. وجملة "تخازرت": مضاف إليها محلها الجر. وجملة "ما بي من خَزَر": حالية، محلها النصب.
والشاهد فيه قوله: "تَخًازَرَ" بمعنى تكلَّفَ الخَزَر.
(١) التكوير: ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>