للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل [الهاء والياء في "إيّاه" و"إيّاي"]

قال صاحب الكتاب: ونظير الكاف الهاء والياء وتثنيتهما وجمعهما في "إياه", و"إياي" على مذهب أبي الحسن.

* * *

قال الشارح: قد تقدم القول على "إياكَ" وما فيه من الخلاف في فصل المبنيات من الأسماء بما أغنى عن إعادته، والذي عليه الاعتمادُ منه قولُ أبي الحسن. إن "إيَّا" اسمٌ مبهمٌ كُنى به عن المنصوب، وجُعلت الكاف والهاء والياء بيانًا عن المقصود؛ ليُعلَم المخاطب من الغائب والمتكلم، فهي حروفٌ لا موضع لها من الإعراب, هذا معنى قوله: "ونظيرُ الكاف الهاءُ والياءُ"، يريد أنّهما لا موضع لهما من الإعراب، وقيده بقوله: "على مذهب أبي الحسن" تحرُّزا من مذهب غيره. وذلك أن الخليل (١) يذهب إلى أن الكاف والهاءَ والياء في موضعِ خفض بإضافةِ "إيا" إليها، و"إيا" مع ذلك عنده اسمٌ مضمر. وحُكي عن المازني مثلُ ذلك، وقد أجازه السيرافي. وقال الخليل (٢): لو قال قائل: "إياكَ نفسَك"، لم أُعنّفه. يريد تأكيدَ الكاف. فاعرف ذلك.


(١) الكتاب ١/ ٢٧٩.
(٢) الكتاب ١/ ٢٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>