للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أسكنوا في "فَخذٌ"، ثمّ ادغموا؛ لأنّ المتقاربين إذا كان الأول منهما متحرّكًا لا يدغم. ولم يكن مطردًا؛ لأنّه ربما التبس بالمضاعف حتى إنهم كرهوا "وَطدًا" و"وَتْدًا" في مصدر "وَطَدَ" "يَطِدُ"، و"وَتَدَ" "يَتِدُ". وكان الجيّد عندهم "طِدَةً"، و"تِدَةً".

وأمّا "عِتدانٌ" فهو جمعُ "عَتُودٍ"، وهو التَّيْس، وفيه لغتان: "عِتْدانٌ"، و"عِدّانٌ"؛ فأمّا "عِدّانٌ"، فشاذٌ كشذوذ "ودٍّ" في "وَتِدٍ"، فيلتبس بالمضاعف؛ لأنهما في كلمة واحدة، وقال بعضهم: "عُتُدٌ" في جمع "عَتُودٍ" على حد "رَسُولٍ" و"رُسُلٍ"، فِرارًا من الادغام في "عِدّان".

فصل [الحذف بدل الادّغام]

قال صاحب الكتاب: وقد عدلوا في بعض ملاقي المثلين أو المتقاربين لإعواز الادّغام إلى الحذف, فقالوا في "ظللت", و"مسست", و"أحسست": "ظَلْتُ", و"مَسْت", و"أحَسْت" قال: [من الوافر]:

١٣٦٨ - [سوي أنَّ العِتاقَ مِن المطايا] ... أحسن به فهن إليه شُوسُ

* * *


١٣٦٨ - التخريج: البيت لأبي زبيد الطائي في ديوانه ص ٩٦؛ وسمط اللآلي ص ٤٣٨؛ ولسان العرب ٦/ ٤٩ (حس)، ١٤/ ١٧٨ (حسا)؛ والمحتسب ١/ ١٢٣، ٢٦٩، ٢/ ٧٦؛ والمنصف ٣/ ٨٤؛ وبلا نسبة في الخصائص ٢/ ٤٣٨؛ ولسان العرب ٦/ ٢١٩ (مسس)؛ ومجالس ثعلب ٢/ ٤٨٦؛ والمقتضب ١/ ٢٤٥.
اللغة: العتاق: جمع عتيق، وهو الكريم الأصل. حَسِس به: أحَسَّ. والشوس: جمع أشوس وهو الناظر بمؤخَّر عينه من الغيظ أو التكبّر.
المعنى: حتى الكريمات الأصيلات من الدوابّ قد أيقنت وأحسّت به، فنظرت إليه بمؤخر عيونها غيظًا أو تكبّرًا عليه.
الإعراب: "سوى": مستثنى منصوب بالفتحة المقدّرة على الألف للتعذر. "أنّ": حرف مشبّه بالفعل. "العتاق": اسم "أنّ": منصوب بالفتحة. "من المطايا": جار ومجرور متعلّقان بحال محذوفة. "أحسنَ": فعل ماضٍ مبني على السكون، والنون ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل، والمصدر المؤول من "أنّ" وما بعدها في محل نصب مفعول به. "به": جار ومجرور متعلّقان بـ "أحسن". "فهنّ":"الفاء": استئنافية، و"هن": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "إليه": جار ومجرور متعلّقان بالخبر "شوس". "شوس": خبر مرفوع بالضمة.
وجملة "أَحَسْنَ به": في محل رفع خبر "أنّ". وجملة "هنّ شوس": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "أَحْسَنَ"، وأصله: "أحْسَسْنَ"، فلمّا لم يمكن الإدغام، عدلوا إلى الحذف، فقالوا: "أَحَسْنَ"، وربّما قالوا: "أَحْسَينَ"، بقلب السين الثانية ياءً على حدّ "قصِّيتُ أظفاري".

<<  <  ج: ص:  >  >>