للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل [حذف باء القسم وإضمارُها]

قال صاحب الكتاب: وتحذف الباء, فينتصب المقسم به بالفعل المضمر. قال [من الطويل]:

١٢٤٥ - ألا رُبَّ من قلبي له الله ناصحٌ ... [ومن قلبه لي في الظباء السوانح]

وقال [من الطويل]:

فقلت يمين الله أبرح قاعدًا (١)

وقال [من الوافر]:

إذا ما الخبز تأدمه بلحمٍ ... فذاك أمانة الله الثريد (٢)

وقد روي رفع "اليمين" و"الأمانة" على الإبتداء محذوفي الخبر. وتضمر كما تضمر اللام في "لاه أبوك".

* * *


١٢٤٥ - التخريج: البيت لذي الرمة في ملحقات ديوانه ص ١٨٦١؛ وبلا نسبة.
اللغة: السانح من الظباء: ما مرَّ عن يمين الرامي فلم يتمكن من رميه حتى ينحرف له، فيتشاءم به، ومن العرب من يتيمن به لأخذه في الميامن، وقد جعله ذو الرمة مشؤومًا لمخالفة قلبها لقلبه، وهواها لقلبه وهواه.
المعنى: والله قد يوجد من أخلَصَ له قلبي، أمّا هو فمخالف لقلبي وهواي.
الإعراب: "ألا": حرف تنبيه واستفتاح. "ربَّ": حرف جر شبيه بالزائد. "مَنْ": اسم مبني على السكون مجرور في اللفظ لو كان معربًا، مرفوع محلاً على أنه مبتدأ. "قلبي": مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء القكلم، والياء: ضمير متصل مبنيّ في محل جرف مضاف إليه. "له": جار ومجرور متعلقان بـ "ناصح". "الله": لفظ الجلالة منصوب بنزع الخافض، والتقدير: أحلف بالله. "ناصِحٌ": خبر للمبتدأ "قلبي". "ومن": الواو: حرف عطف، و"من": معطوفة على "من" الأولى. "قلبه": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة. "لي": جارّ ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "قلبه". "في الظباء": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ. "السوانح": صفة لـ" الظّباء" مجرورة بالكسرة.
وجملة "رب" من قلبى ناصحٌ له" مع الخبر المحذوف، والمقدَّر بـ "موجودٌ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة " قلبي له ناصِحٌ": في محل رفع صفة لـ "من". وجملة "هو في الظباء السوانح": في محلّ رفع صفة لـ "من". وجملة "أقسم بالله مع جواب القسم، المحذوف": اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "الله" حيث حذف باء القَسَم، فانتصب المقسَم به بالفعل المقدَّر.
(١) تقدم بالرقم ١٠٢٧؛ والشاهد فيه هنا نصب المقسَم به، وهو "يمين" بالفعل المضمر.
(٢) تقدم بالرقم ١٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>