للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الزرع (١) , وأجزّ" (٢). ومنه "أبشر" و"أفطر" و"أكبّ", و"أقشع الغيم". ولوجود الشيء على صفة حو أحمدته أي وجدته محموداً، وأحييت الأرض أي وجدتها حية النبات. وفي كلام عمرو بن معد يكرب لمجاشع السلمي: "لله دركم يا بني سليم, قاتلناكم فما أجبناكم وسألناكم فما أبخلناكم وهاجيناكم فما أفحمناكم". وللسلب نحو: "أشكيته", و"أعجمت الكتاب" إذا أزلت الشكاية والعجمة. ويجيء. بمعنى "فعلت" تقول قلت البيع وأقلته وشغلته وأشغلته وبكر وأبكر.

فصل [معاني "فَعَّلَ"]

قال صاحب الكتاب: و"فَعَّلَ" يؤاخي "أفْعَلَ" في التعدية نحو فرحته وغرمته، ومنه خطأته وفسقته وزنيته وجدعته وعقرته. وفي السلب نحو فزعته وقذيت عينه وجلدت البعير وقردته، أي أزلت الفزع والقذي والجلد والقراد. وفي كونه بمعنى "فَعَلَ" كقولك زلته وزيلته وعضته وعوضته ومزته وميزته. ومجيئه للتكثير هو الغالب عليه, كقولك قطعت الثياب {وغلقت الأبواب} (٣)، وهو يجول ويطوف أن يكثر الجولان والطواف وبرك النعم وربض الشاء وموت المال (٤) ولا يقال للواحد.

فصل [معاني "فاعَلَ"]

قال صاحب الكتاب: و"فَاعَلَ" لأن يكون من غيرك إليك ما كان منك إليه، كقولك ضاربته وقاتلته، فإذا كنت الغالب قلت فاعلني ففعلته. ويجيء مجيء فعلت كقولك سافرت, بمعنى أفعلت نحو عافاك الله، وطارقت النعل, وبمعنى فعّلت نحو ضاعفت وناعمت.

[فصل [معاني "انفعل"]]

قال صاحب الكتاب: و"انفعل", لا يكون إلا مطاوع "فَعَلَ", كقولك: كسرته فانكسر، وحطمته فانحطم، إلا ما شذ من قولهم: أقحمته فانقحم، وأغلقته فانغلق، وأسفقته فانسفق، وأزعجته فانزعج. ولا يقع إلا حيث يكون علاج


(١) أحْصد الزرع: استحق الحصاد، حان له أن يُحصد. (لسان العرب ٣/ ١٥١ (حصد)).
(٢) أَجزّ: حان أن يُجر، أي: يقطع ثمره، وأيضًا حان أن يُزرع. (لسان العرب ٥/ ٣٢١ (جزز)).
(٣) يوسف: ٢٣.
(٤) أي: النَّعَم.

<<  <  ج: ص:  >  >>