قال الشارح: يريد أن محلّ علامة الإنكار آخِرُ الكلام ومنتهاه، ولذلك تقع بعد المعطوف، وبعد المفعول، وبعد النعت، فتقول مُجيبًا لمن قال:"لقيتُ زيدًا وعمرًا": "أزيدًا وعمرَنِيه؟ " فتُسقِطها من الأوّل، وتُثبِتها في المعطوف، وتكسر التنوين لسكون المدّة بعده، وتجعلها ياءً لانكسارِ ما قبلها على ما سبق. وتقول في جواب من قال:"ضربتُ عُمَرَ": "أضربتَ عُمَرَاه؟ " فألحقتَها المفعولَ، ولم تُلحِقها الفعلَ، لأَنّ المفعول منتهى الكلام متّصلًا بما قبله، وعلامةُ الإنكار لا تقع حَشوًا، وتجعلها ألفًا للفتحة قبلها إذ ليس فيه تنوينٌ، وكذلك تقول في جواب من قال:"ضربتُ زيدًا الطويلَ": "أزيدًا الطويلاه؟ " ألحقتَ الهاء الصفةَ؛ لأنّه منتهى اَلكلام وكانت ألفًا للفتحة، فاعرفه.
[فصل [ترك حرف الإنكار في الدرج]]
قال صاحب الكتاب: وتترك هذه الزيادة في حال الدرج فيقال: "أزيداً يا فتى؟ " كما تركت العلامات في "مَنْ" حين قلت "من يا فتى؟ ".
* * *
قال الشارح: قد تقدّم أن مدّة الإنكار من زيادات الوقف، فلا تثبت الوصل، فهي نظيرهُ الزيادة في "مَن" إذا استفهمتَ عن النكرة في الوقف في نحوِ "مَنو"، و"مَنا"، و"مَنِي"، فإذا قيل:"لقيتُ زيدًا"، قيل في جوابه:"أزيدًا يا فتى؟ " تركتَ العلامة من "زيد" لوَصلك إيّاه بما بعده، كما تركتَ حروف اللين في "مَنُو"، و"مَنا"، و"مَنِي" إذا وُصل بما بعده. ولا تدخل هذه العلامةُ في "يا فَتى"؛ لأنّه ليس من حديث المسؤول، فتُنكِرَ ذلك عليه، فقولُك:"يا فتى" يمنع العْلامةَ بمنزلة الطويل، ولا تدخله العلامةُ, لأنّه ليس من الحديث فيتوجّهَ الإنكارُ إليه، فاعرفه.