للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك "فُعْلُوانٌ"، قالوا: "عُنْظُوانٌ"، و"عُنْفُوانٌ"، ولم يأتِ صفة. فالعنظوان: شجرٌ، والعنفوان: أوّل الشباب.

ومن ذلك "فِعِلّان" بكسر الفاء والعين وتشديد اللام في الاسم، قالوا: "فِرِكّانٌ"، و"عِرِبّان"؛ فالفركّان: البُغض من "فركتِ المرأةُ زوجَها"، وهو اسم؛ وعرفّان: مصدر بمعنى المَعْرِفة، وهو اسم رجلٌ أيضًا.

ومن ذلك "فَعِلاّن". قالوا: "تَئِفّان" وهو اسم، ومعناه أوّلُ الشيء، يُقال: "جاءنا على تئفّانِ ذلك"، أي: أوّلِه، فالألف والنون والحرف الأخير من المضاعف زوائد.

ومن ذلك "فِعْلِيَاءُ" يكون اسمًا وصفة، فالاسم"كِبْرِياءُ" و"سِيمِياءُ"، والصفة: "جِرْبِياء". فالكبرياء: مصدر بمعنى الكِبْر، وفي آخره ثلاث زوائد، وهي الياء والهمزة والألف قبلها والسيمياء: العلامة. والجربياء: النُّكَيْباء من الرياح، وهي بين الشَّمال والدَّبور.

ومن ذلك "فَعَلَيَّا". قالوا: "مَرَحَيَّا" وهو زَجْرٌ يُقال عند الرَّمْي؛ و"بَرَدَيَّا" وهو نهر بالشام، هكذا في كتاب سيبويه (١)، والمعروف "بَرَدَى"، قال الشاعر [من الكامل]:

يَسْقُون مَن وَرَدَ البَرِيصَ عليهمِ ... بَرَدَى يُصفَّق بالرَّحِيق السَّلْسَلِ (٢)

[فصل [زيادة ثلاثة أحرف: اثنان منها مجتمعان والثالث منفرد]]

قال صاحب الكتاب: وقد اجتمعت ثنتان وانفردت واحدة في نحو "أُفْعُوانٍ", وإضحيان وأرونان وأرْبعاءَ وأُرْبُعاء وقاصعاء وفساطيط وسراحين وثلاثاء وسلامان وقُراسية وقلنسوة وخُنفساء وتيَّحان وعُمُدّان وملكعان.

* * *

قال الشارح: هذا الفصل موافقٌ للفصل الذي قبله من جهة، ومخالفٌ من جهة أُخرى؛ فالموافقةُ أنّ في كلّ واحد من هذه الأسماء ثلاث زوائد كالفصل المتقدّم؛ وأمّا جهة المخالفة، فإنّ الزوائد في هذه الأسماء متفرّقةً، منها اثنتان مجتمعتان، وواحدة منفردةٌ، وذلك في أسماء مختلفةِ البناء أيضًا، فمنها ما هو على زنة "أُفْعُلان"، بضمّ الهمزة والعين، ويكون اسمًا وصفة. فالاسم: "أُفْعُوانٌ"، و"أُقْحُوانٌ"، والصفة: "أُسْحُلانٌ"، و"أُلْعُبانٌ"؛ فالأفعوان: ذَكَرُ الأفاعي، والهمزة في أوّله زائدة، والألف والنون


(١) الكتاب ٤/ ٢٦٥.
(٢) تقدم بالرقم ٣٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>