للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل [جواز إعمال أفعال القلوب وإلغائها]]

قال صاحب الكتاب: ومنها أنها إذا تقدمت أعملت ويجوز فيها الإعمال والإلغاء متوسطة أو متأخرة قال [من البسيط]:

١٠٠٥ - أبالأراجيز يا ابن اللؤم توعدني ... وفي الأراجيز خلت اللؤم والخور

ويلغى المصدر إلغاء الفعل, فيقال متى زيد ظنك ذاهب، وزيد ظني مقيم، وزيد أخوك ظني وليس ذلك في سائر الأفعال.

* * *

قال الشارح: قد تقدّم القول عن ضُعْف إعمال هذه الأفعال في المفعولين لكَوْنها غير مؤثرة، ولا نافذة منك إلى غيرك، وإنما هي أشياءُ تهجُس في النفس من يقين أو شكّ من غير تأثير فيما تعلق بها. وإنما أعملت؛ لأنّ فاعلها قد تعلق ظنّه أو علمُه بمظنون أو معلوم، كما أن قولك: "ذكرت زيدًا" يتعدّي إلى "زيد"؛ لأنّ الذكر اختص به، وإن لم يكن مؤثرًا فيه،


١٠٠٥ - التخريج: البيت لجرير في ملحق ديوانه ص ١٠٢٨؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٠٧؛ ولسان العرب ١١/ ٢٢٦ (خيل)؛ وللَّعين المنقري في تخليص الشواهد ص ٤٤٥؛ وخزانة الأدب ١/ ٢٥٧؛ والدرر ٢/ ٢٥٦؛ وشرح التصريح ١/ ٢٥٣، وشرح شواهد الإيضاح ص١٢٠؛ والكتاب ١/ ١٢٠؛ والمقاصد النحويّة ٢/ ٤٠٤؛ وبلا نسبة في أمالي المرتضى ٢/ ١٨٤؛ وأوضح المسالك ٢/ ٥٨؛ واللمع ص ١٣٧.
اللغة: الأراجيز: ج الأرجوزة، وهي شعر منظوم على بحر الرجز. توعدني: تهدّدني. خلت: ظننت. الخور: الضعف.
المعنى: أتهدّدني بأراجيزك وأنت لا تحسن نظمها، إنّ الأراجيز مظنّة لؤم وضعف نفس.
الإعراب: "أبالأراجيز": الهمزة: للاستفهام، و"بالأراجيز": جار ومجرور متعلّقان بالفعل "توعدني". "يا": حرف نداء. "ابن": منادى منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "اللؤم": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "توعدني": فعل مضارع مرفوع بالضمّة، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل مبنيّ في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. "وفي": الواو: حالية، و"في": حرف جرّ. "الأراجيز": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم. "خلت": فعل ماضٍ، والتاء: ضمير متصل مبنيّ في محل رفع فاعل. "اللؤم": مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمّة. "والخور": الواو: حرف عطف، و"الخور": معطوف على "اللؤم" مرفوع بالضمّة.
وجملة "أبالأراجيز توعدني": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "يا ابن اللؤم": اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "في الأراجيز اللؤم والخور": في محل نصب حال. وجملة "خلت": اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "وفي الأراجيز، خلت، اللؤمُ والخورُ" حيث ألغى عمل الفعل "خلت" لتوسطه بين المبتدأ والخبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>