للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُسكنت في موضع النصب، من ذلك ما أنشده أبو زيد [من الرجز]:

إذا العَجُوزُ غَضِبَتْ فطَلِّقِ ... ولاتَرَضّاها ولا تَمَلَّقِ (١)

ومن ذلك قول عبد يَغُوثَ [من الطويل]:

وتَضحَكُ مِنِّي شَيخَةٌ عَبشَمِيّةٌ ... كأنّ لم تَرَى قبلي أَسِيرًا يَمانِيا (٢)

ومثله [من الطويل]:

ما أنس لا أنساه ... إلخ

ومنهم من يقدّر الحركة في الألف في موضع النصب والرفع، فحذفها للجزم، وفيه

بُعْدٌ, لأنّ الألف لا يمكن حركتُها, ولكن على التشبيه بالياء، وقد ذهب ابن جِني في:

كأن لم ترى قبلي

إلى أنّه قد جاء مخفّفًا على "كأن لم تَرْءَ"، ثمّ إنّ الراء لما جاورت الهمزةَ، وهي متحرّكةٌ، صارت الحركة كأنّها في التقدير قبل الهمزة، واللفظُ بها: "كأن لم تَرَأْ"، ثمّ أُبدلت الهمزة ألفًا لسكونها وانفتاح ما قبلها على حد "راسٍ"، و"فَاسٍ"، فصارت "تَرَى". فالألفُ على هذا التقدير بدلٌ من الهمزة التي هي عينُ الفعل، واللامُ محذوفة للجزم على مذهب التخفيف. وعلى القول الأول هي لام الكلمة والعينُ التي هي الهمزة محذوفة، و"ما" في البيت الآخر للمجازاة، وهي جازمة، و"لا أنساه" الجوابُ، وأثبت الألف لما ذكرناه. والرَّيْعُ بالفتح: الفضل والزيادة، فاعرفه.

[فصل [جمع ما آخره واو]]

قال صاحب الكتاب: ولرفضهم في الأسماء المتمكنة أن تتطرف الواو بعد متحرك قالوا في جمع دلو وحقو على أفعُل، وجمع عرقوة وقلنسوة في حد تمرة، وتمرٍ: أدلٍ وأحقٍ وعرقٍ وقلنسٍ، قال [من الرجز]:

١٣٥٩ - لا صبر حتى تلحقي بعنس ... أهل الرباط البيض والقلنسي


(١) تقدم بالرقم ١٣٦٠.
(٢) تقدم بالرقم ٨٠٢.
١٣٥٩ - التخريج: الرجز بلا نسبة في الخصائص ١/ ٢٣٥؛ ولسان العرب ٦/ ١٥٠ (عنس)، ١٨١ (قلس)، ٧/ ٣٠٧ (ريط)؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص ١١٦؛ والمقتضب ١/ ١٨٨؛ والمنصف ٢/ ١٢٠، ٣/ ٧٠.
اللغة: عنْس: قبيلة من اليمن من مذحج. الرياط: جمع ريطة، وهي ضرب من الثياب. والقلنسي: جمع قُلُنسوة، وهي لباس للرأس.

<<  <  ج: ص:  >  >>