للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: أنّ عطف البيان لا يكون إلَّا في المعارف، والصفةُ تكون في المعرفة والنكرة.

الثالثُ: أن النعت حكمُه أن يكون أعمَّ من المنعوت، ولا يكون أخصّ منه، ولا يلزم ذلك في عطف البيان. ألا ترى أنّك تقول: "مررتُ بأخيك زيدٍ" و"زيدٌ" أخصُّ من أخيك؟

الرابعُ: أن النعت يجوز فيه القطعُ، فينتصبُ بإضمار فعلٍ، أو يرتفع بإضمار مبتدأ، ولا يجوز ذلك في عطف البيان، فاعرفه.

[فصل [الفرق بين عطف البيان والبدل]]

قال صاحب الكتاب: والذي يفصله لك من البدل شيئان أحدهما قول المرار [من الوافر]:

٤٣٤ - أنا ابن التارك البكري بشرٍ ... عليه الطير ترقبه وقوعا

لأن بشرًا لو جعل بدلًا من "البكري" والبدل في حكم تكرير العامل, لكان "التارك" في التقدير داخلا على "بشر". والثاني أن الأول ههنا هو ما يعتمد بالحديث، وورود الثاني من أجل أن يوضح أمره, والبدل على خلاف ذلك, إذ هو كما ذكرت المعتمد بالحديث, والأول كالبساط لذكره.

* * *


٤٣٤ - التخريج: البيت للمرار الأسدي في ديوانه ص ٤٦٥؛ وخزانة الأدب ٤/ ٢٨٤، ٥/ ١٨٣، ٢٢٥؛ والدرر ٦/ ٢٧؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٦؛ وشرح التصريح ٢/ ١٣٣؛ والكتاب ١/ ١٨٢؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١٢١؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ٤٤١؛ وأوضح المسالك ٣/ ٣٥١؛ وشرح الأشموني ٢/ ٤١٤؛ وشرح ابن عقبل ص ٤٩١؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٥٥٤، ٥٩٧؛ وشرح قطر الندى ص ٢٩٩؛ والمقرب ١/ ٢٤٨؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٢٢.
اللغة: بشر: هو بشر بن عمرو بن مرثد. البكري: نسبة إلى بكر بن وائل. ترقبه: تنتظر خروج الروح لتقع عليه, لأن الطور لا تقع إلّا على الموتى.
الإعراب: "أنا": ضمير منفصل مبنيّ في محل رفع مبتدأ. "ابن": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "التارك": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "البكريّ": مضاف إليه مجرور. "بشر": عطف بيان على "البكري" مجرور. "عليه": جار ومجرور متعلقان بخبر مقدّم. "الطير": مبتدأ مؤخّر مرفوع. "ترقبه": فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي، والهاء: ضمير متصل مبنيّ في محل نصب مفعول به. "وقوعًا": حال منصوبة من الضمير في "ترقبه".
وجملة "أنا ابن ... ": لا محل لها من الإعراب لأنّها ابتدائية. وجملة "عليه الطير": في محل نصب مفعول به ثاني لاسم الفاعل "التارك". وجملة "ترقبه وقوعًا": في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله: "بشرٍ" حيث جاء عطف بيان على "البكري" لا بدلًا منه, لأنه لو كان بدلًا منه والمبدل منه في حكم الطرح، لكان "التارك" داخلًا على "بشر" وذلك غير جائز.

<<  <  ج: ص:  >  >>