للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دون غيرها، فلذلك قلنا: إن المراد: بين أوقات نحن نرقبه. ومثله قوله [من الكامل]:

بَينَا تَعَنقِهِ الكماةَ وروغِهِ ... يَومًا، أُتِيحَ له جَرِيءٌ سَلفَعُ (١)

والمراد: بين أوقاتِ تعنقِه الكماةَ.

[فصل ["لدي" ولغاتها]]

قال صاحب الكتاب: ومنها "لدى", والذي يفصل بينها وبين "عند" أنك تقول: "عندي كذا" لما كان في ملكك, حضرك أو غاب عنك، و"لدي كذا" لما لا يتجاوز حضرتك. وفيها ثماني لغات: "لدى", و"لدن" و"لدن" و"لد" بحذف نونها، و"لدن", و"لدن" بالكسر لالتقاء الساكنين، و"لَد" و"لُد" بحذف نونهما. وحكمها أن يجر بها على الإضافة كقوله تعالى: {من لدن حكيم عليم} (٢). وقد نصبت العرب بها "غدوة" خاصة قال [من الطويل]:

٦٤١ - لدن غدوة حتى ألاذ بخفها ... بقية منقوص من الظل قالص

تشبيهًا لنونها بالتنوين , لما رأوها تُنزع عنها وتثبت.

* * *

قال الشارح: أعلم أن "لَدَى" ظرف مْنْ ظْروف الأمكنة بمعنى "عِندَ"، وهو مبني على السكون، والذي أوجب بناءه فَرْطُ إبهامه بوقوعه على كل جهة من الجهات الستّ،


(١) تقدم بالرقم ٥٣٠.
(٢) النمل:٦
٦٤١ - التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
اللغة: الغدوة: البكرة ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس. ألاذ: أحاط. قالص: منضم بعضه إلى بعض.
المعنى: ما زالت هذه الناقة تسير من قبل طلوع الشمس حتى أحاط الظل بخفها واجتمع حوله، أي: إلى وقت الاستواء.
الإعراب: "لدن": ظرف بمعنى: عند، مبني في محل نصب مفعول فيه، متعلق بفعل مقدر. "غدوة": اسم منصوب بـ "لدن": كأنه توهم أن هذه النون زائدة تقوم مقام التنوين، فنصب، كما تقول: "ضارب زيدا"، وقد أجاز الفراء فيها الرفع إجراء لِـ "لدن" مجرى "مُذ"، والجر إجراء لها مجرى "من" و"عنْ". "حتى": حرف جر. "ألاذَ": فعل ماض. "بخفها": جار ومجرور متعلقان بـ "ألاذ". و"خف": مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه. "بقية": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "منقوص": مضاف إليه مجرور. "من الظل": جار ومجرور متعلقان بـ "منقوص". "قالص": نعت مجرور. وجملة "ألاذ" في تأويل مصدر في محلّ جر بحرف الجر. والشاهد فيه انتصاب "غدوة" بـ "لدن" تشبيها لنونها بالتنوين.

<<  <  ج: ص:  >  >>