للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[شرح مقدمة المفصل]]

قال جارُ الله العلامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشريُّ- و"زمخشرُ": قريةٌ من قري خوارزم , وُلد بها في رجبٍ من سنةِ سبع وستين وأربع مئةٍ, وتُوفّي ليلةَ عرفة سنةَ ثمانٍ وثلاثين وخمسِ مئةٍ, وقيل له: "جارُ الله" لكثرةِ مجاورته بمكة, حرسها الله -: "اللهَ أحمدُ علي أن جعلني من علماء العربيَّة"

قال الشارح: الشيخ الإِمام العالم العلّامة جامعُ الفوائد مُوَفَّقُ الدين أبو البقاء يَعِيشُ بن علي بن يعيشَ النحْويُّ، رحمةُ الله عليه (١): "الله" اسمٌ من أسماءِ الخالق، سُبْحانَه، خاصٌّ لا يَشْرَكُه فيه غيرُه، ولا يُدْعَى به أحدٌ سِواه، قَبَضَ الله الألسُنَ عن ذلك؛ واختلف العلماءُ فيه: هل هو اسمٌ موضوعٌ، أو مشتقٌّ (٢)؟ فذهب سِيبويهِ في بعضِ أقواله إلى أنّه اسمٌ مرتجَلٌ للعَلَميّة غيرُ مشتقٍّ؛ فلا يجوز حذفُ الألف والسلام منه (٣)، كما يجوز نَزْعُهما من "الرحمن الرحيم".

وذهب آخرون إلى أنّه مشتقٌ. ولسيبويه في اشتقاقه قولان:

أحدُهما: أنّ أصله "إِلاهٌ" على زنة "فِعالٍ" من قولهم: ألَهَ الرجلُ يَأْلَهُ إلاهَةً؛ أي: عَبَدَ عِبادَةٌ. قال رُؤبَةُ [من الرجز]:

١ - للهِ دَرُّ الغانِياتِ المُدَّهِ ... سَبَّحْنَ واسترجَعْنَ مِن تأَلُّهِ


(١) يُلاحظ طلب ابن يعيش رحمة الله لنفسه.
(٢) يُلاحظ استخدام ابن يعيش لِـ "هل" في التصوّر.
(٣) انظر: الكتاب ٢/ ١٩٥.
التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص ١٦٦؛ وخزانة الأدب ٦/ ٣٩٧؛ ولسان العرب ١٣/ ٤٨٥ (جله)، ٤٩٠ (دهده)، ٥٤٠ (مده)؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٦/ ١٠٥؛ ولسان العرب ١٣/ ٤٦٩ ([له)، ٥٠٠ (سمه).
شرح المفردات: الغانيات: جمع الغانية، وهي المرأة الغنيَّة بحسنها وجمالها عن الزينة. المُدَّه: المَمْدوحات. من "مَدة" بمعنى: مدَحَ.
الإعراب: "لله": اللام حرف جرّ، ولفظ الجلالة اسم مجرور، والجار والمجرور متعلِّقان بمحذوف خبر مقدّم. "درّ": مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمَّة، وهو مضاف. الغانيات: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
"المدّه": نعت مجرور بالكسرة."سبَّحن": فعل ماضٍ مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والنون ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل. "واسترجعن": الواو حرف عطف، =

<<  <  ج: ص:  >  >>