للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنَى الإلهِ: "المعبود". وقولُ المُوَحِّد: "لا إلَه إلاَّ الله"، أي: لا معبودَ إلاَّ الله، وحذفوا منه الهمزة تخفيفُ الكثرةِ وروده واستعماله، ثمّ أُدخلت الألف والسلام للتعظيم ودَفْع الشِّياع الذي ذهبوا إليه من تَسْمِيَةِ أصنامهم وما يعبدُونه آلِهَةً، فصار لفظُه "الله"، ثمّ لزمت الألفُ واللامُ كالعوض من الهمزة المحذوفة، وصارتا كأحدِ حروف الاسم لا تُفارِقانه، ولذلك قد يقطَعون الهمزةَ في النداء والقَسَمِ، نحو قولهم: "يا أَللهُ اغْفِرْ لي"، وقولِهم: "أنا، الله لأفعلنَّ"؛ وقيل: العوضُ ألفُ "فِعالٍ".

والقول الثاني من قَولي سيبويه: أن أصله "لاهٌ"، ومنه قولُ الراجز (١) [من مخلَّع البسيط]:

٢ - كَحَلْفَةٍ (٢) من أَبِي ربَاحِ ... يَسْمَعُها (٣) لاهُهُ الكُبارُ

أي: "إلاهُهُ"، ثمّ أُدخلت الألف والسلام عليه لما ذكرناه، وجرى مجرَى العَلَم، نحو: "الحَسَنُ"، و"العَبّاس"، ونحوهما ممّا أصلُه الصفةُ. ووزنُ "لاهٍ": "فَعْلٌ"، واشتقاقُه


= و"استرجع": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والنون ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "من": حرف جرّ. "تألّه": اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور معلقان بـ" استرجعن".
وجملة "لله درّ ... " ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "سبَّحن" في محل نصب حال من "الغانيات". وجملة "استرجعن" معطوفة على جملة "سبّحن".
والشاهد فيه قوله: "تألّه"، حيث جاء اسمّا مشتقًّا من ألَه يأله إلاهةً.
(١) كذا في الطبعتين، والبيت التالي من مخلَّع البسيط، وقد أثار محقّق الطبعة المصريّة إلى هذا التصحيح.
٢ - التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص ٣٣٣؛ وجمهرة اللغة ص ٣٢٧؛ وخزانة الأدب ٢/ ٢٦٦، ٢٦٩، ٧/ ١٧٦؛ والدرر ٣/ ٣٩؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٤٣٠؛ ولسان العرب ١٣/ ٤٧٠ ([له)، ٥٣٩ (لوه)؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٢٣٨؛ وهمع الهوامع ١/ ١٧٨.
اللغة: أبو رباح: هو حصن بن عمرو بن بدر رجل من بني شبة، حَلف معاهدًا على قضية، ولم يبرّ
بقسمه، فصار يمينه مثلاً لمن يحنث في يمينه.
الإعراب: "كحلفةٍ": الكاف: اسم بمعنى مثل مبني على الفتح في محل نصب مفعول مطلق للفعل "أقسمتم" المذكرر في بيتِ سابق. "حلفةٍ": مضاف إليه مجرور. "من أبي": جار ومجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، والجار والمجرور متعلقان بصفة لـ "حلفةٍ"."رباح": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "يسمعها": فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"ها": مفعول به محله النصب. "لاهه": فاعل مرفوع بالضمة، والهاء: مضاف إليه محله الجر. "الكبارُ": صفة لـ "لاهُه" مرفوعة مثله.
جملة "يسمعها" صفة لـ "حلفةٍ" محلها الجر.
والشاهد فيه قوله: "لاه" بلا همزة، وبلا "أن" التعريف، واستدلّ بهذا البيت سيبويه ليثبت أن "الإله" أصله: "لاه".
(٢) في الطبعتين: "بحلفة"، وهذا تحريف.
(٣) في الطبعتين: "يسمعه"، وقد أشار محقق الطبعة المصريَّة إلى أن اللفظة هكذا جاءت في الأصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>