للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتتلمذ عليه أيضًا محمَّد بن أبي القاسم بايجوك، أبو الفضل الخوارزمي الآدمي الملقب زين المشايخ، النحويّ الأديب (ت ٥٦٢ هـ/ ١١٦٦ م) (١)، وأبو يوسف يعقوب بن علي بن محمَّد بن جعفر البلخي، أحد الأئمة في النحو والأدب (٢)، وعلي بن عيسى بن حمزة بن وهاس، أمير مكة (٣)، وزينب بنت الشَّعريّ التي أجازت ابن خلكان (٤). وكتب إليه الحافظ أبو الطاهر أحمد بن محمَّد السلفي يستجيزه (٥)؛ وأما الشريف السيد الفاضل الكامل أبو الحسن علي بن عيسى بن حمزة الحسني فقد أخذ عن الزمخشريّ، وأخذ الزمخشريّ عنه (٦)، وقيل: قرأ السيد الفاضل علي الزمخشريّ، وبرَّز عليه (٧).

٥ - شخصيَّته:

لم تذكر لنا كتب التراجم من صفاته الجسديّة سوى أنّه كان أعرج يمشي في رجل من خشب، وروي أنّه لما كان ببغداد سأله أحمد بن علي بن محمَّد، أبو الحسن الدامغاني (ت ٥٤٠ هـ/ ١١٤٥ م) "عن سبب قطعها، فقال: دعاء الوالدة، وذلك أنني في صباي أمسكت عصفورًا، وربطته بخيط في رجله، وانفلت من يدي، فأدركته، وقد دخل في خرق، فجذبته، فأنقطعت رجله في الخيط، فتألّمت أمّي لذلك، وقالت: قطع الله رجل الأبعد كما قطع رجله، فلمّا وصلت إلى سن الطلب، رحلتُ إلى بُخارى لطلب العلم، فسقطت عن الدابة، فانكسرت الرجل، وعملتُ عملاً أوجب قطهما" (٨). وكان، إذا مشى، ألقى عليها ثيابه الطوال، فيظنّ من يراه أنّه أعرج (٩). وكان بيده محضر فيه شهادة خَلْق كثير ممن اطلعوا على حقيقة ذلك خوفُ امن أن يظن من لم يعلم صورة الحال أنها قُطعت لريبة (١٠).

ولعلّ أبرز معالم شخصيّته النفسيّة شغفه بالعلم، إذ أكثر من الرحلة في طلبه، ولم يزل يطلبه حتى في سنّ السادسة والستين، فقد ذكر القفطيّ أنه رآه عند أبي منصور بن الجواليقي سنة ٥٣٣ هـ مرتين قارئًا عليه بعض كتب اللغة من فواتحها، ومستجيزًا لها (١١).


(١) معجم الأدباء ١٩/ ٥.
(٢) معجم الأدباء ٢٠/ ٥٥.
(٣) معجم الأدباء ١٤/ ٨٥؛ وإنباه الرواة ٣/ ٢٧٢.
(٤) وفيات الأعيان ٥/ ١٧١؛ وتاريخ الإِسلام (وفيات ٥٢١ - ٥٤٠) ص ٤٨٨.
(٥) بغية الوعاة ٢/ ٢٨٠؛ ووفيات الأعيان ٥/ ١٧٠؛ وشذرات الذهب ٤/ ١٢٠؛ وتاريخ الإِسلام (وفيات ٥٢١ - ٥٤٠) ص ٤٨٨.
(٦) إنباه الرواة ٣/ ٢٦٨.
(٧) معجم الأدباء ١٤/ ٨٦.
(٨) إنباه الرواة ٣/ ٢٦٨؛ وانظر: وفيات الأعيان ٥/ ١٦٩ - ١٧٠؛ ومعجم الأدباء ١٩/ ١٢٧ - ١٢٨؛ وشذرات الذهب ٤/ ١١٩؛ وتاريخ الإِسلام (وفيات ٥٢١ - ٥٤٠) ص ٤٨٩.
(٩) بغية الوعاة ٢/ ٢٨٠
(١٠) وفيات الأعيان ٥/ ١٦٩؛ وشذرات الذهب ٤/ ١١٩.
(١١) إنباه الرواة ٣/ ٢٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>