للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أصناف الفعل

[فعلا المدح والذم]

[فصل [تعدادهما ولغاتهما]]

قال صاحب الكتاب: هما نعم وبئس، وُضعا, للمدح العام والذم العام، وفيهما أربع لغات: فعل بوزن حمد وهو أصلهما قال [من الرمل]:

١٠٣٨ - [ما أقلت قدمٌ ناعلها] ... نعم الساعون في الأمر المبر

و"فَعْل وفِعل بفتح الفاء وكسرها وسكون العين, و"فِعِلَ", بكسرهما. وكذلك كل فعل أو اسم على "فِعِلَ" ثانية حرف حلق كـ "شهد" و"فخذ", ويستعمل ساء استعمال بئس قال الله عز وجل: {ساء مثلاً القوم الذين كذبوا بآياتنا} (١).

* * *


١٠٣٨ - التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ديوانه ص ٥٨ (مع اختلاف كبير في الرواية)؛ وخزانة الأدب ٩/ ٣٧٦، ٣٧٧؛ والدرر ٥/ ١٩٦؛ ولسان العرب ١٢/ ٥٨٧ (نعم)؛ والمحتسب ١/ ٣٤٢، ٣٥٧؛ وهمع الهوامع ٢/ ٨٤؛ وبلا نسبة في الخصائص ٢/ ٢٢٨؛ والمقتضب ٢/ ١٤٠.
اللغة: أقلّت: حملت. الناعل: لابس النعل. الأمر المبرّ: هو الأمر الذي يعجز الناس عن دفعه وإبطاله.
المعنى: ما أحسن الذين يسعون في تخفيف ما يزعج الناس، ويعجزهم، هذا التفضيل يبقي ما بقيت أقدام الناس تحملهم.
الإعراب: "ما": مصدرية زمانية. "أقلت": فعل ماضٍ مبني على الفتح، والتاء: تاء التأنيث الساكنة. "قدم": فاعل مرفوع بالضمّة. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محلّ نصب مفعول فيه ظرف زمان، معلق بالمصدر "فداءً" في بيت سابق. "ناعلها": مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. و"ها": ضمير متصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. "نعم": فعل ماضٍ جامد لإنشاء المدح. "الساعون": فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. "في الأمر": جارّ ومجرور متعلّقان بـ "الساعون". "المبر": صفة لـ"الأمر" مجرورة بالكسرة، وسكّنت لضرورة الشعر.
وجملة "نعم الساعون" استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه: استعمال: "نَعِمَ" على الأصل، بفتح النون وكسر العين.
(١) الأعراف: ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>