للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك أو تكسيرَه، قلبتَ ألفه واوا، وذلك نحو: "ضُوَيرِب"، و"ضَوارِبَ"، و"خُوَيتِمٍ"، و"خواتِمَ"، و"عُوَيقِيلٍ"، و"عَواقِيلَ"، و"سُوَيبِيطٍ"، و"سوابِيطَ". فأمّا علةُ قلبها في التحقير، فظاهرة، وذلك لانضمام ما قبل الألف. وأمّا قلبها في التكسير، فبالحمل على التحقير، وذلك أنك إذا قلت: "ضَوارِبُ"، و"خَواتِمُ"، فلا ضمّةَ في الضاد والخاء تُوجِب انقلابَ الألف إلى الواو، لكنّك لما كنت تقول في التحقير "خُوَيتِمٌ"، قلتَ في التكسير: "خَواتِمُ". قال [من الطويل]:

١٣٠٠ - [يَقُلنَ حَرامٌ ما أُحِلَّ بِرَبنا] ... وتُترَكُ أَمْوالٌ عليها الخَواتِمُ

وإنما حُمل التكسير في هذا على التحقير، لأنهما من واد واحد، وذلك أن هذا التكسير جارٍ مجرى التحقير في كثير من أحكامه من قبل أن عَلَم التحقير ياء ساكنة ثالثة قبلها فتحة، وعلم التكسير ألف ثالثة ساكنة قبلها فتحة، والياء أخُتُ الألف على ما تقدّم، وما بعد ياء التحقير حرف مكسور، كما أن ما بعد ألف التكسير حرف مكسور. فلمّا تَناسبا من هذه الوجوه التي ذكرناها، حُمل التكسير على التحقير، فقيل: "خَواِلدُ" كما قيل: "خُوَيلِدٌ". وكما حُمل التكسير ها هنا على التحقير، كذلك حمل التحقير على التكسير في قولهم: "أُسَيوِدُ" في لغةِ من لم يدغم حملًا على "أَساوِد"، فلم يدّغموا في "أُسَيْوِد" مع وجود سبب الادّغام، وهو اجتماعُ الواو والياء وسَبقُ الأول منهما بالسكون. ومن ذلك "أُوَيدِمُ"، و"أَوادِمُ" أجروه مجرى "خُوَيْتِم"،


١٣٠٠ - التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص ١٢٩؛ وسر صناعة الإعراب ٢/ ٥٨١؛ وبلا نسبة في الخصائص ٢/ ٤٩٠؛ وسر صناعة الإعراب ٢/ ٦٦٦، ٧٦٩.
اللغة: النون في (يقلن) عائدة إلى النائحات على المهجو، وربنا هنا: سَيدُنا.
المعنى: يقول الأعشى لمهجوه إنْ استحكم العِداء بيننا فستلقى حتفك، وستندبك النائحات، وستترك أموالًا ما فُضَّضت عنها أختامها في حياتك لشدة بخلك.
الإعراب: "يقلن": فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون: ضمير متصل في محل رفع فاعل. "حرام": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: موته حرام. "ما": اسم موصول مبني في محل رفع صفة لـ (حرام). "أحل": فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح، ونائب الفاعل مستتر تقديره (هو). "بربنا": جار ومجرور متعلقان بالفعل "أحل"، ونا: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "وتُتركُ": الواو: حرف عطف، "تُترك": فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع. "أموالٌ": نائب فاعل. "عليها": جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم. "الخواتم": مبتدأ مؤخر.
وجملة "يقلن": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "موته حرام": مقول القول في محل نصب مفعول به، وجملة "أحل": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "تترك أموال": معطوفة على جملة جواب قسم لا محل لها من الإعراب. وجملة "عليها الخواتم": حالية محلها النصب.
والشاهد فيه قوله: أن الاسم الذي على "فاعِل" يجمع على "فَوَاعِل" كما جمع الشاعر هنا الخاتم على خَوَاتم.

<<  <  ج: ص:  >  >>