للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِى خَلِيلاً لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً، أَلا وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، أَلا فَلا تَتَّخِذُوا القُبُورَ مَسَاجِدَ، إِنِّى أَنْهَكُمْ عَنْ ذَلِكَ ".

ــ

الآخر: " لكن صاحبكم خليل الله " (١). وقيل: إنما سمى إبراهيم بذلك لقوله لجبريل وهو فى المنجنيق ليرمى به فى النار، وقد قال له: ألك حاجة؟ فقال إبراهيم: " أَمَّا إليك فلا " (٢) [أو يكون بينها] (٣) بالخُلَّة لغاية استصفائهما (٤) وفراغ قلوبهما عمن سواه، ولهذا قال بعضهم فى معنى هذا الحديث: الخليل من لا يتسع قلبه لسواه، وسيأتى الكلام عليه فى الفضائل. وفى سند هذا الحديث: ثنا زكرياء بن عدى عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبى أنيسة، عن عمرو بن مُرَّةَ، عن عبد الله بن الحارث النجرانى قال: حدثنى جندب، هذا ما استدركه الدارقطنى على مسلم وقال: خالف عبيد الله فيه أبو عبد الرحيم فقال: عن جميل النجرانى، عن جندب. وجميل مجهول والحديث محفوظ عن أبى سعيد وابن مسعود (٥)، قال غيره: وقد ذكر النسائى الحديث من رواية [عبيد الله] (٦) بن عمرو، ثم ذكر رواية أبى عبد الرحيم (٧) عن زيد، عن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن جميل النجرانى عن جندب.


(١) الترمذى، ك المناقب، ب مناقب أبى بكر الصديق - رضى الله عنه - وهو جزء حديث عن أبى هريرة - رضى الله عنه - وقال فيه الترمذى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
(٢) قول مرسل بغير إسناد، وقد ذكره ابن كثير فى التفسير وعزاه إلى بعض السلف. تفسير القرآن العظيم ٥/ ٣٤٥.
(٣) فى ت: وقيل: سُمِّيًا.
(٤) فى ت: استقصائهما.
(٥) عبارة الدارقطنى: خالفه أبو عبد الرحيم، قال فيه عن حميد النجرانى عن حريث: رجلٌ مجهول، والحديث صحيح من رواية أبى سعيد وابن مسعود.
قلت: قوله: " حميد " تصحيف فى التتبع غفل عنه محققه، فقد قال الحافظ ابن حجر فى النكت الظراف قال: ذكر البرقانى أن أبا عبد الرحيم رواه عن عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبى أنيسة فقال: عن عمرو بن مرة عن جميل النجرانى عن جندب، قال البرقانى -: وذكرت ذلك للدارقطنى فقال: رواية عبيد الله بن عمرو عن زيد أشبه بالصواب ٢/ ٤٤٣.
وقال ابن أبى حاتم فى العلل: سألت أبى عن حديث رواه إسماعيل بن عبيد بن أبى كريمة قال: قرأت فى كتاب أبى عبد الرحيم بخطه وأخبرنى محمد بن مسلمة أنه خط ابن عبد الرحيم عن زيد بن أبى أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث قال: حدثنى جميل النجرانى قال: سمعت جندب بن عبد الله البجلى وذكر الحديث. ثم قال: قال أبى: رواه عبيد الله بن عمرو، عن زيد، عن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، قال: حدثنا جندب، وهو أشبه، وهو عندى عبد الله بن الحارث المكتب الكوفى، وقد أدرك جندباً ٢٠/ ٣٨٨.
قلت: وأبو عبد الرحيم: هو خالد بن أبى يزيد بن زياد بن رستم، وقد سقط من نسخة الإلزامات المحققة لفظة (عن) فى عمرو بن مرة فجاءت هكذا: عن زيد عمرو بن مرة. ولم ينتبه لها المحقق.
(٦) فى ت: عبد الله.
(٧) فى ت: الرحمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>