كتاب إكمال المعلم بفوائد مسلم

٥ - كتاب المساجد ومواضع الصلاة - (٧) باب تحريم الكلام فى الصلاة، ونسخ ما كان من إباحته - ج: 2 - ص: 469

قَانِتِين} (١) فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ، وَنُهِينَا عَنِ الكَلامِ.

(...) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَوَكِيعٌ. ح قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، كُلهُمْ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِى خَالِدٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، نَحْوهُ.

٣٦ - (٥٤٠) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ليْثٌ. ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخْبَرَنَا الليْثُ، عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَنِى لِحَاجَةٍ، ثُمَّ أَدْرَكْتُهُ وَهُوَ يَسِيرُ - قَالَ قُتَيْبَةُ: يُصَلى - فَسَلمْتُ عَليْهِ، فَأَشَارَ إِلىَّ، فَلمَّا فَرَغَ دَعَانِى

ــ

منصرفة تكون بمعنى الطاعة، وبمعنى السكوت وقيل: هذان فى الآية، والحديث يشهد للسكوت، وقيل: القنوت طول القيام، وقيل ذلك فى قوله: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْل} (٢). وفى الحديث: " أفضل الصلاة طول القنوت " (٣)، وقيل: الخشوع، وقيل: الدعاء، وقيل: الإقرار بالعبودية، وقيل: الإخلاص، وقيل: أصله الدوام على الشىء، وإذا كان هذا أصله فَمُديم الطاعة قانت، وكذلك الداعى والقائم فى الصلاة والمخلص فيها والساكت فيها كلهم فاعلون للقنوت، وفى الحديث: " أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قنت شهراً يدعو على قبائل من العرب " (٤)، أى أدام الدعاء [عليهم] (٥) والقيام له.

وقوله: " نهينا عن الكلام " دليلٌ على منعه فى الصلاة، وتركه فيها، فرض عندنا على أصح القولين؛ لهذا النهى، وقيل: سنة، والاختلاف فى ذلك مبنى على الاختلاف فى أوامره - عليه السلام - المجردة، هل تحمل على الفرض أو على الندب؟ وقول أكثر أئمتنا أنها محمولة على الوجوب (٦)، وأجمع أهل العلم على أن الكلام فيها عامداً لغير

---

(١) البقرة: ٢٣٨.
(٢) الزمر: ٩.
(٣) سيرد إن شاء الله فى ك صلاة المسافرين وقصرها، ب أفضل الصلاة طول القنوت، وأخرجه أحمد فى المسند ٣/ ٣٠٢.
(٤) الحديث متفق عليه، أخرجه البخارى فى ك الوتر، ب القنوت قبل الركوع وبعده، وسيرد إن شاء الله فى باب استحباب القنوت من ك المساجد.
(٥) من ت.
(٦) والذى ذهب إلى التفريق بين أمر الله وأمر رسوله هو الإمام الأبهرى محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح التميمى، شيخ المالكية فى العراق، المتوفى سنة ٣٧٥ هـ، وقد حكاه عنه القيروانى أبو القاسم المالكى فى " المستوعب "، وهذا بناءً على أن صيغة " أفعل " ترد لمعان كثيرة وذلك لانضمام قرائن تدل عليها. راجع: نهاية السول ٢/ ١٤، التمهيد فى تخريج الفروع على الأصول ٢٦٨.