للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ عَمْرٌو: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لأَبِى مَعْبَدٍ فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: لَمْ أُحَدِّثْكَ بِهَذَا. قَالَ عَمْرٌو: وَقَدْ أَخْبَرَنِيهِ قَبْلَ ذَلِكَ.

١٢٢ - (...) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. ح قَالَ: وَحَدَّثَنِى اسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ - وَاللَّفْظُ لَهُ - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِى عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ؛ أَنَّ أَبَا مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ؛ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ؛ أَنَّ رَفْعَ الصَّوتِ بِالذِّكْرِ حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ، كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَنَّهُ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُنْتُ أَعْلَمُ، إِذَا انْصَرَفُوا، بِذَلِكَ، إِذَا سَمِعْتُه.

ــ

طريق ابن ماهان، وبينه قوله فى الحديث بعد هذا من رواية ابن أبى عمر، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبى معبد مولى ابن عباس، وذكر الحديث، وذكره الخطابى من حديث ابن جُريج كذلك.

قوله فى حديث ابن عباس هذا: " كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتكبير " وفى الرواية الأخرى: " أنَّ رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكنت أعرف (١) إذا انصرفوا بذلك ": قال الطبرى: فيه الإبانة عن صحة فعل من كان يفعل ذلك من الأمراء يكبر بعد صلاته ويكبر مَنْ وراءه، قال غيره: ولم أجد أحداً من الفقهاء من قال بهذا إِلا ما ذكره ابن حبيب فى الواضحة: كانوا يستحبون التكبير فى العساكر والبعوث إثر صلاة الصبح والعشاء، تكبيراً عالياً ثلاث مرات، وهو قديم من شأن الناس، وعن مالك أنه محدث. قيل: وذكر ابن عباس له يدل على ترك ذلك فى وقته، وإلا فليس كان يكون لقوله معنى.

وأما قوله: " كنت أعرف انقضاء صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتكبير " (٢) فظاهره أنه لم يكن [بحضرة] (٣) الجماعة معه، وكان يعلمها بمشاهدة ذلك، ولأنه كان صغيراً ممن لا يواظب على صلاة الجماعة، ولا يلزمه ذلك.

وقول عمرو بن دينار فى هذا الحديث: " فذكرت ذلك لأبى معبد فأنكره وقال: لم أحدثك به (٤) قال عمرو: "وقد أخبرنيه (٥) قبل ذلك "، وإدخال مسلم له - دليلٌ على


(١) الذى فى المطبوعة: أعلم.
(٢) الذى فى المطبوعة: " كنت أعلمُ إذا انصرفوا بذلك إذا سمعتهُ " هذا حديث ابن جريج، وحديث سفيان: " كنا نعرِفُ صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتكبير ".
(٣) فى ت: تحضره.
(٤) الذى فى المطبوعة: بهذا.
(٥) فى ت: أخبرنى به.

<<  <  ج: ص:  >  >>