وقوله:" إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتى ": دليل على جواز صلاتها قبل ذلك، وأن صلاته - عليه السلام - فى الغالب كانت على خلاف هذا من أنه لا يؤخرها، كما قال فى الباب فى حديث جابر بن سمرة:" وكان يؤخر العتمة بعد صلاتكم شيئاً ". قال الخطابى: إنما اختار لهم التأخير ليقل حظُّ النوم وتطول مدة انتظار الصلاة، فيكثر أجرهم لقوله:" إنَّ أَحدَكم فى صلاة ما دام ينتظر الصلاة "(١) قال غيره من الحكماء: إن أكثر النوم المحمود مقدار ثمانى ساعات بين اليوم والليلة.
(١) معنى حديث سيرد إن شاء الله فى فضل الصلاة المكتوبة فى جماعة، وأخرجه البخارى كذلك فى صحيحه عن أبى هريرة بلفظ: " إن أحدَكم فى صلاة ما دامَتِ الصلاة تحبِسُه "، ك بدء الخلق، ب إذا قال أحدُكم: آمين ٤/ ١٣٩، كما أخرجه البخارى وعن أبى سعيد بلفظ: " ولا يزال أحدُكم فى صلاةٍ ما انتظر الصلاة " البخارى، ك الأذان، ب فضل صلاة الجماعة ١/ ١٦٦، وفى المواقيت عن أنس بلفظ: " أما إنكم فى صلاة ما انتظرتموها " ١/ ١٥٠، ولأبى داود عن أبى سعيد وابن ماجه وأحمد عن أنس: " وأنكم لن تزالوا فى صلاة ما انتظرتم الصلاة "، ك الصلاة، ب فى وقت العشاء الآخرة ١/ ١٠٠، ابن ماجه، ك الصلاة، ب وقت صلاة العشاء١/ ٢٢٦، أحمد فى المسند ٣/ ١٨٢، وعن جابر: " وأنتم لم تزالوا فى صلاة ما انتظرتم الصلاة " ٣/ ٣٤٨.