للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ شَيْبَانُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ عَن أَبِى التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، فَرُبَّمَا تَحْضُرُ الصَّلاةُ وَهُوَ فِى بَيْتنَا فَيَأَمُرُ بِالبِسَاطِ الَّذِى تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ، ثُمَّ يُنْضَحُ، ثُمَّ يَؤُمُّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّى بِنَا، وَكَانَ بِسَاطُهُمْ مِن جَرِيد النَّخْلِ.

٢٦٨ - (٦٦٠) حدّثنى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبِ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ القَاسِم، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: دَخَلَ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا، وَمَا هُوَ إِلا أَنَا وَأُمِّى وَأُمُّ حَرَامٍ خَالَتِى، فَقَالَ: " قُومُوا فَلأُصَلِّى بِكُمْ " - فِى غَيْرِ وَقْتِ صَلاةٍ - فَصَلَّى بِنَا. فَقَالَ رَجُلٌ لِثَابِتٍ: أَيْنَ جَعَلَ أَنَسًا مِنْهُ؟ قَالَ: جَعَلَهُ عَلَى يَمِينِهِ. ثُمَّ دَعَا لَنَا أَهْلَ البَيْتِ، بِكُلِّ خَيْرٍ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. فَقَالَتْ أُمِّى: يَا رَسُولَ اللهِ، خُويْدِمُكَ، ادْعُ اللهَ لَهُ. قَالَ: فَدَعَا لِى بِكُلِّ خَيْرٍ. وكَانَ فِى آخِرِ مَا دَعَا لِى بِهِ أَنْ قَالَ: " اللَّهُمَّ، أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ ".

٢٦٩ - (...) وحدّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ

ــ

العلماء إلى منع إمامتها للنساء أيضاً، وأجاز ذلك الشافعى، وفيه رواية شاذة عن مالك مثله (١)، واختاره بعض شيوخنا. وقد احتج بعضهم على أحمد وأبى ثور ومن قال بقولهم فى أنَّ صلاة المنفرد خلف الصف لا تجزى. ولا حجة عليهم فيه؛ إذ يوافقونا فى المرأة.

وفيه حجة على أن من يعقل [الصلاة] (٢) من الصبيان حكمهم فى القيام خلف الإمام فى حضور الجماعات حكم الرجال، وهو مذهب الجمهور، وقد روى عن أحمد كراهة ذلك فى الفرائض والمساجد، وقال: لا يقوم مع الناس إِلا من احتلم أو أنبت أو بلغ خمس عشرة سنة، وروى عن عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - أنه كان إذا أبصر صبياً فى الصف أخرجه، ونحوه عن بعض السلف، وتأول بعضهم هذا على من لا يعقل الصلاة ولا يكف عن العبث فيها، وهو قول الكافة. وفى الحديث الآخر عن أنس: صلاته - عليه السلام - به وبأمه وخالته، وجعله أنساً عن يمينه، وهذه سنة هذه الصورة، وقد تقدم الكلام عليها، وفيه دعاء النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهم، وظهور استجابة دعائه لأنس فى تكثير ماله وولده، والترغيب فى دعاء أهل الخير، وإجابة الله هذه الدعوة فيه.

وقوله: " اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه ": والبركة، تمت الدعوة وخلصه الله


(١) هى رواية ابن أيمن عنه، وقيَّدها اللخمى بما إذا لم يوجد رجل. الأبى ٢/ ٣٢٨.
(٢) ساقطة من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>