(٢) فى شهادة الأعمى راجع التمهيد ١/ ٢٨٨، ١٧/ ٤١٨. فقد أخرج مالك من حديث أنس بن مالك فى قول أبى طلحة لأم سليم: " لقد سمعت صوت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضعيفاً أعرف فيه الجوع ... " الحديث ومن حديث أبى يونس مولى عائشة أن رجلاً قال لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو واقف على الباب قالت عائشة: وأنا أسمع ... ففى الأول قال أبو عمر: احتج أصحابنا بهذا الحديث فى جواز شهادة الأعمى على الصوت، وقال: لم يمنع أبا طلحة ضعفُ صوت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن تمييزه لعلمه به، فكذلك الأعمى، إذا عرف الصوت. قال: وعارضه بعض من لا يرى شهادة الأعمى جائزة على الكلام بأن أبا طلحة قد تغير عنده صوت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع علمه بصوته، ولولا رؤيته له لاشتبه عليه. وفى الثانى قال: فى الحديث الرواية والشهادة على السماع وإن لم ير المشهد أو المحدث، إذا كان المعنى المسموع مستوفى قد استوقن وأحيط به علماً.