للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، وَلمْ تَسْمَعْ فِى رِوَايَةٍ بِعَيْنِهَا أَنَّهُمَا عَايَنَا أُبَيًّا أَوْ سَمِعَا مِنْهُ شَيْئًا.

وَأَسْنَدَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِىُّ، وَهُوَ مِمَّنْ أَدْرَكَ الجَاهِلِيَّةَ، وَكَانَ فِى زَمَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً، وَأَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَخْبَرَةَ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنهُمَا عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ الأَنْصَارِىِّ، عَنْ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَبَرَيْنِ.

ــ

" أعطاك الله ما احتسبت " أخرجه مسلم (١). وأما حديث أبى رافع عنه فهو أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يعتكف فى العشر الآخر فسافَر عاماً، فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين يوماً خرَّجه ابن أبى شيبة فى مسنده (٢).

وقول مسلم: " هلم جرا " (٣) ليس موضعه لأنها أنما تستعمل فيما اتصل إلى زمان المتكلم بها، وإنما أراد بها مسلم فمن بعدهم من الصحابة.

وذكر مسلم أن أبا عمرو الشيبانى وأبا معمر عبد الله بن سخبرة أسند كل واحد منهما عن أبى مسعود الأنصارى عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبرين. أما خبر الشيبانى فأحدهما حديث: جاء رجل إلى النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " إنه أُبدع بى " (٤).

والآخر: جاء رجُل إلى النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بناقة مخطومة فقال: " لك بها يوم القيامة سبعمائة


(١) الحديث أخرجه مسلم، ك المساجد ومواضع الصلاة، ب فضل كثرة الخطا إلى المساجد، لكن بلفظ: إِنَّ لك ما احتسبت " وفى لفظ آخر " قد جمع الله لك ذلك كله " يعنى ممشاه ورجوعه إلى أهله ١/ ٤٦١.
وأبو عثمان النهدى هو شيخ الوقت أبو عبد الرحمن بن مُلّ البصرى، المخضرم المُعمّر، غزا فى خلافة عمر وبعدها غروات. وحدث عن عمر، وعلى، وابن مسعود، وأبى بن كعب، وبلال، وسعد بن أبى وقاص، وسلمان الفارسى، وحذيفة بن اليمان، وأبى موسى الأشعرى، وأسامة بن زيد، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وأبى هريرة، وابن عباس، وطائفة سواهم.
حدّث عنه قتادة، وعاصمُ الأحول، وحميد الطويل، وأيوب السّختيانى، وخالد الحذَّاء، وخلق، وشهد وقعة اليرموك، وثقه على بن الأنبارى، وأبو زرعة، وجماعة. مات سنة مائة. الطبقات الكبرى ٧/ ٩٧، الجرح والتعديل ٢/ ٢٨٣، سير ٤/ ١٧٥، تهذيب التهذيب ٦/ ٢٧٧.
(٢) ١٩/ ٢٤٧.
(٣) جاء فى اللسان هَلُمَّ بمعنى أقْبل، وهى تركيبةٌ من (ها) التى للتنبيه ومن (لُمَّ)، وقال ابن الأنبارى: معنى هلم جَرا، سيروا وتمهلوا فى سيركم وتثبتوا. وهو من الجرّ، وهو ترك النَعم فى سيرها فيستعمل فيما دووم عليه من الأعمال. قال ابن الأنبارى: فانتصب جراً على المصدر، أى جروا جراً، أو على الحال، أو على التمييز.
(٤) مسلم، ك الإمارة، ب فضل إعانة الغازى فى سبيل الله بمركوب وغيره ٣/ ١٥٠٦ ولفظه: =

<<  <  ج: ص:  >  >>