للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

لكن تفريق القاضى ولَمتَّه لتنويع الرواية أنزه للمحدِّث (١) وأميز لمناحى (٢) روايته. وبالله التوفيق.

واختلف بعدُ من أجاز الإجازة فى الإجازة للمجهول بشرط كقولك: أجزت لكل من قرأ علىَّ، أو من كان من طلبة العلم، أو من دخل بلد كذا من طلبة العلم، أو من شاء أن يروى عنى، وفى الإجازة للمعدوم كقولك لكل من يولد لفلان، أو لجميع قريش أو قيس أو أهل بغداد، أو [أهل] (٣) مصر، فلم يقع فيها للصدر الأول كلام، ووقع إجازتها لبعض من جاء من بعدهم من شيوخ المحدثين (٤). واختلف فيها متأخرو الفقهاء، فأجازها للمعدوم منهم جماعة، وإلى إجازتها ذهب أبو الفضل بن عُمْروس البغدادى (٥) من أئمتنا والقاضى الدامغانى من أصحاب أبى حنيفة (٦)، وذهب القاضى أبو الطيب الطبرى الشافعى (٧) إلى جوازها للمجهول الموجود كقوله: أجزت لأهل بلد كذا ولبنى هاشم، فتجوز لمن كان موجوداً ولم يجزها للمعدوم منهم ولا لمن يُولد بعد، ومنع ذلك كله القاضى أبو الحسن الماوردى وكذلك منع أبو الطيب تعلقَها بِشَرْطٍ كقوله: أجزت لمن شاء أن يُحدث عنى أو لمن شاء فلان، وأجازها ابن عمروس والدَامغانى، والمعروف من مذهب مشايخ المغاربة جواز هذا كله، وقد رأيته فى إجازات جماعة من متقدميهم ومتأخريهم، وممن أدركناه، وهو مذهب أبى بكر بن ثابت الحافظ [الخطيب] (٨) وغيره (٩)، ومنعوا كلهم الإجازة للمجهول المبهم جملة (١٠) كقوله: أجزت لبعض الناس، أو إجازة ما لم


(١) فى الأصل: للحديث، والمثبت من ت.
(٢) فى الأصل: لمتأخى، والمثبت من ت.
(٣) ساقطة من الأصل.
(٤) راجع: الإلماع: ١٠١، مقدمة ابن الصلاح: ٢٦٨، فتح المغيث ٢/ ٧٥، نزهة النظر: ٦٥.
(٥) هو شيخ المالكية الإمام العلامة، محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن عمروس البغدادى. مولده سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. روى عنه الخطيب وقال: انتهت إليه الفتوى ببغداد. توفى سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. تاريخ بغداد ٢/ ٣٣٩، ترتيب المدارك ٤/ ٧٦٢، الديباج المذهب ٢/ ٢٣٨.
(٦) هو العلامة البارع مفتى العراق أبو عبد الله محمد بن على الدامغانى الحنفى. تفقه بخراسان، وحصَّل المذهب على فقرٍ شديد. قال الذهبى: وكان القاضى أبو الطيب يقول: الدامغانى أعرف بمذهب الشافعى من كثيرٍ من أصحابنا. كان ذا جلالة وحشمة، يُنَظَّرُ بالقاضى أبى يوسف فى زمانه. مات فى رجب سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، ودفن بقبة الإمام أبى حنيفة إلى جانبه. الجواهر المضيَّة ٢/ ٩٦، تاريخ بغداد ٣/ ١٠٩، سير ١٨/ ٤٨٥.
(٧) هو الإمام العلامة، شيخ الإسلام طاهر بن عبد الله بن طاهر، الطبرى الشافعى، فقيه بغداد. قال الخطيب: كان شيخنا أبو الطيب ورِعاً، عاقلاً، عارفاً بالأصول والفروع، محققاً، حسن الخلق، صحيح المذهب، اختلفتُ إليه، وعلَّقْتُ عنه الفقه سنين. مات سنة خمسين وأربعمائة. تاريخ بغداد ٩/ ٣٥٨، وفيات الأعيان ٢/ ٥١٢، سير ١٧/ ٦٦٨.
(٨) ساقطة من ت، وعليها ما يشبه الضرب فى الأصل مع سقوط ما قبلها منه، واستدركت بهامشه بسهم.
(٩) فى ت: وغيرهم.
(١٠) فى الأصل رسمت هكذا: حقله، والمثبت من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>