(٢) الحجرات: ١٤. قال الأبى: جعله الإيمان اسماً للتصديق والنطق، قيل: إنه انتزعه من الجمع بين حديث جبريل -عليه السلام- وحديث الوفد؛ لأنه فى حديث الوفد فسَّر الإيمان بما فسَّر به الإسلام هنا، فاقتضى الجمع بينها أن جعل الإسلام اسماً للأمرين، وبأنه اسم لهما أخذ ابن العربى. قال: وقال أكثر السلف: إنه اسم للتصديق والعمل كله. وقال أكثر المتكلمين: إنه اسم للتصديق فقط، فالأقوال ثلاثة. وأنت إذا نظرت لا تجد بينها اختلافاً، فإن السلف لا يعنون بأنه التصديق والعمل أن العمل جزء منه، بحيث ينعدم الإيمان لانعدامه كما هو شأن كل جزء، لإجماعهم على أن العاصى بترك بعض الوجبات هو مؤمن، فلم تبق إضافة العمل إليه إلا أنها إضافة كمال، وكذا يقول المتكلمون: إن اكمل التصديق ما صحبه العمل. والقول بأنه التصديق والنطق، إن صح أن التصديق وحده ليس بإيمان، فما ذلك إلا لأن النطق فى الإيمان لا أنه جزء منه، فليس الإيمان عند الجميع إلا التصديق. إكمال الإكمال ١/ ٦٥. (٣) وقيل فى الإحسان أيضاً: إنه يعنى إجادة العمل، من أحسن فى كذا إذا أجاد فعله، قال الأبى: وهو بهذا التفسير أخَصُّ من الأول، ثم هو سؤالٌ عن الحقيقة ليعلمها الحاضرون كالذى قبله؛ إذا السؤال بـ (ما) بحسب الخصوصية إنما يكون عن حقيقة لا عن الحكم، وتفسيره فى الحديث الإحسان بذلك هو من تفسير الشىء بسببه توسعاً. إكمال الإكمال ١/ ٦٨.