قلت: وقد كاد أبو هريرة بذلك ملغزاً؛ إذ رأس السبعين كانت فيها إمرة يزيد بن معاوية. وما أخرجه الشيخان وغيرهما واللفظ لمسلم عن عائشة قالت: سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الجَدْر -حجر الكعبة- أمن البيت هُوَ؟ قال: " نعم ". قلت: فَلِم لم يُدْخلوه فى البيت؟ قال: " إِنَّ قومَكِ قصَرَتْ بِهِمُ النفقةُ ". قلت: فما شأن بابه مُرْتفعاً؟ قال: " فَعَلَ ذَلِكَ قومُكِ ليُدْخِلُوا من شاؤوا ويمنعُوا من شاؤوا، ولولا أنَّ قَومَكِ حديثٌ عهدُهم فى الجاهلية فأخافُ أن تُنكِرَ قلوبُهم لنَظَرْتُ أَن أُدخِلَ الْجَدْرَ فى البيتِ، وأن ألزق بابه بالأرض ". البخارى، ك الأحكام، ب ما يجوز من الَّلو ٩/ ١٠٦، مسلم، ك الحج، ب جَدْر الكعبة وبابها ٢/ ٩٧٣، أحمد فى المسند ٦/ ١٨٠، النسائى، ك الحج، ب بناء الكعبة، البيهقى فى السنن الكبرى ٥/ ٨٩. وفى مثل هذا يرد قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما أخرجه ابن عساكر عن ابن عباس -رضى الله عنهما-: " ما أنت محدث حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان على بعضهم فتنة ". كنز ١٠/ ١٩٢.