للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرَّحْلِ، فَقَالَ: " يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُول اللهِ وَسَعْدَيْكَ. ثُمَّ سَارَ سَاعَةً. ثُمَّ قَالَ: " يَا مُعَاذ بْنَ جَبَلٍ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُول اللهِ وَسَعْدَيْكَ. ثُمَّ سَارَ سَاعَةً. ثُمَّ قَالَ: " يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ. ثُمَّ سَارَ سَاعَةً. ثُمَّ قَالَ: " يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ وَسَعْديْكَ قَالَ: " هَلْ تَدْرِى مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ ". قَال: قُلْت: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ". ثُمَّ سَارَ سَاعَةً. ثُمَّ قَالَ: " يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ رسُول اللهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: " هَلْ تَدْرِى مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا فَعَلُوا ذلِكَ ". قَالَ: قُلْتُ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " ألا يُعَذبَهُمْ ".

٤٩ - (...) حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ سَلامُ بْنُ سُلَيْم، عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ؛ قَالَ: كُنْتُ رِدْف رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حمَارٍ يُقالُ لَهُ: عُفَيْرٌ قَالَ: فَقَالَ: " يَا مُعَاذُ، تَدْرِى مَا حَقُّ الله عَلَى الْعِبَادِ ومَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى الله؟ ". قَال: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوَا اللهَ وَلَا يُشْركُوا بِهِ شَيْئًا، وحَقُّ الْعِبَادِ عَلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَلَّا يُعَذّب منْ لَا يُشْركُ بِهِ شَيْئًا ". قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا أُبَشرُ النَّاسَ؟ قَالَ: " لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا ".

ــ

الماضى وفتحها فى المستقبل، إذا ركبت خلفه، وتقول: أردفته أنا، رباعى، وأصله من ركوبه على الردف العجز، ولا وجه لرواية الطبرى (١) إلا أن يكون فَعَل هاهنا اسم فاعل مثل عَجِل وزَمِن وفَرِقٍ، إن صحت روايته.

وقوله فيه: " مؤخِرة الرحل ": قيل: معروف كلام العرب آخرة الرحل، وكذا وقع فى حديث أبى ذر وقد جاء مؤخرة الرحل. وفى شعر أبى ذؤيب ردف بمؤخرة الرحل. وهو العود الذى خلف الراكب، وحكى أبو عبيد فيه الوجهين وكله بكسر الخاء وضم الميم، وأنكر ابن قتيبة فتح الخاء، وقال ثابت: مؤخرة الرحل ومقدمه بفتحهما. قال: ويجوز قادمته وآخرته. وأنكر ابن مكى الكسر وقال: لا يقال: مقدم ولا مؤخر إلا فى العين.

وقوله [فى حديث معاذ] (٢): " هل تدرون (٣) ما حق العباد على الله "، قال الإمام: يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون أراد حقاً شرعياً لا واجباً بالعقل، كما تقول


(١) هو أبو على الطبرى الشافعى، الحسن أو الحسين بن القاسم، أحد رواة الصحيح، سكن بغداد وبها توفى سنة خمسين وثلاثمائة. تاريخ بغداد ٨/ ٨٧، طبقات الشافعية الكبرى ٣/ ٢٨٠، وفيات الأعيان ١/ ٣٥٨، سير ١٦/ ٦٢، مكمل إكمال الإكمال ١/ ١٢٠.
(٢) من المعلم.
(٣) فى المعلم: تدرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>