وجاء فى حديث إسحاق:" متكئ على رَمْل حصير، قد أثر فى جنبه ": أى أثر نسجها فى جنبه. و" متكئ " هنا بمعنى: مضطجع، فى الحديث الآخر. وتأثير الرمال فى جنبه يدل عليه. وكل متمكن متكئ، وعليه تأول الخطابى قوله - عليه السلام -: " أما أنا فلا آكل متكئًا "(١): أى متمكناً فى قعودى له كالمتربع ونحوه، بدليل قوله آخر الحديث:" بل آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد "، وكما جاء فى الحديث الآخر:" أنه أكل مقعياً "، وأنكر تأويل من تأول أنه الميل على جنب.
وقوله:" واجماً ساكتاً ": أى مطرقاً كالمغضب. " وأُسكُفة المشربة " بضم الهمزة والكاف: عتبة الباب السفلى. و " فقير الخشب " بتقديم الفاء، فسَّره فى الحديث بالجذع يرقى عليه، وهو الذى جعلت فيه فِقَر كالدرج يصعد عليها، أُخذ من فقار الظهر، ومنه: فقار السيف، فقيل للجذع: فقر، بمعنى مفقور، وفقار الظهر: خرزات عظامه التى بطوله، وفقار السَّيف حزوز بظبتيه فى متنه شبهت بفقار الظهر.
وقوله:" يرتقى إليها بعجلة ": كذا روايتنا عن ابن عيسى، وعند غيره:" بعجلها "، والأول أوجه وأبين. والعجلة: درجة من النخل، قاله القتبى.
وقوله:" حتى تحسر الغضب عن وجهه ": أى زال وانكشف.
وقول النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعائشة:" لا تعجلى حتى تستأمرى أبويك " وقد علم أن أبوىّ لم يكونا ليأمرانى بفراقه، لكراهته - عليه السلام - فراقها، وخوفه أن تبادر بذلك إذا جعل ذلك إليها، لما فى ظاهره من الزهو بتخييرها، وأنفة النساء عند مثل هذا، مع صغر سنها.
وقولها:" لا تخبر امرأة من نسائك بالذى قلت " غيرة منها، وحرصاً على التفرد بالنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والاستكثار منه.
وقوله:" إن الله لم يبعثنى معنتاً ولا متعنتاً، ولكن بعثت معلماً ميسّراً ": أصل العنت الشدة وإدخال المشقة: أى لم يبعثنى بهذا لغيرى ولا فى خاصتى، وآخر الحديث يدل عليه، وهو قوله:" ميسّراً "، ورواه بعضهم:" مبتسراً "، والأول أولى، لمطابقته معناه. والقرظ: الصمغ، معروف. والأفيق، بفتح الهمزة: الجلد لم يتم دباغه. والإهاب: ما لم يدبغ، جمعه أُهبٌ وأَهبٌ. و" وينكتون الحصى ": أى يضربون به الأرض، فعل المشغول السّر والواجم. كما قال امرؤ القيس:
أعد الحصى ما تنقضى عبراتى
وتبرَّز: أتى البَراز، بفتح الباء، وهى الأرض البارزة عن البيوت والمساكن، يأتونها