قلت: لم يتابع الإمام أحمد على ما ذهب إليه فى الحارث أحد، ولم أجده له فى كتابه العلل والرجال، وقد ذكره الإمام البخارى فى التاريخ الكبير ١/ ٢/ ٢٧٩ وسكت عنه وذكره ابن حبان فى الثقات ٦/ ١٧٥، وقد نقل الحافظ ابن حجر توثيق النسائى وابن معين له، تهذيب التهذيب ٢/ ١٥٤، وحسبك بتوثقهما من موثق، فإنهما ممن عرف بالإسراف فى الجرح والتعنت فيه. وعلى ذلك فلا تنافى بين رواية ابن مسعود ورواية أنس، فإن الأمر بالصبر لا يفيد النهى عن التغيير باليد واللسان والقلب، والمجاهدة لهؤلاء بواحد من تلك الوسائل لا ينفك عن قدر من الصبر مناسب. (١) والفناء فى اللغة: هو ما بين أيدى المنازل والدور، وفى اصطلاح الفقهاء. هو ما فضل عن المارة من الطريق الواسعة النافذة، فالشارع الضيق وغير النافذ لا فناء لهما، ولأرباب الأفنية أن ينتفعوا بما لا يضر بالمارة. إكمال الإكمال ١/ ١٥٦.