تبلغ الجدر" فاستوعب له حقه بعد أن كان اقتصر به على بعضه لما رأى من حضه عدم الرضا بقوله.
وقوله فى الأمراء فى هذا الحديث: " إنما مثلكم ومثلهم كمثل رجل استرعى إبلاً " الحديث، وقوله: " فَصَفْوه لكم وكدره عليهم ": صفو الشىء: خالصه، بفتح الصاء لا غير. فإذا ألحقوه التاء قالوا: صَفْوة وصِفْوة، يريد أنه تقاضاه جميع المال وحيطة البلاد، ومداراة الناس على الأمراء، وللناس أعطياتهم صافية، ثم ما كان من خطأ فى ذلك أو غفلة، أو عبث، أو سوء قالة فعلى الأمراء، والناس منه أبرياء.
وقوله: " فشرعت ": أى شربت، والمشارع أمكنة الشرب من المياه ومواردها.
وقوله: " خرجت مع من خرج مع زيد بن حارثة فى غزوة مؤتة ": حكاها ثعلب والفراء بالهمز.
وقوله: " رافقنى مددى من اليمن ": يريد ممن جاء فى مدد اليمن الذى مد بهم جش مؤتة وحشد ما معه.
وقوله: " غزونا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هوازن، فبينا نحن نتضحى إذ جاء رجل على جمل أحمر، فأناخه ثم انتزع طلقا من حقبه فقيد به الجمل " الحديث، إلى أنهم كانوا يتقدمون فى ذلك الوقت. والطلق: القيد من الجلود. والحقب: حبل يثد على حقو البعير.
قال القاضى: " نتضحى هنا نحوها " قال الخطابى معناه: نثغدى، كما جاء مفسراً فى الحديث: ثم قعد يتغدى مع القوم. وأما الحقب فقال بعض شيوخنا فيما كتبناه عنه: الصواب أن يكون هذا الحرف من حقبه بسكون القاف، أى مما احتقب ضلعه وجعله فى حقيبته، وهى الرفادة فى مؤخرة القتب.
قال القاضى: ولم نروه إلا بالفتح فى القاف، وكذلك انطلق فى الدار، وروى أبو داود هذا الحرف " حقوه " (١) وفسره: مؤخره.
قال القاضى: وأشبه عندى أن يكون معنىا حقوه " على هذه الرواية حُجْزته وحزامه،
(١) أبو داود، ك الجهاد، ب فى الجاسوس المستأمن ٢/ ٤٥.