وقوله:" حميت القوم الماء " أى منعتهم، ومنه: حمية المريض: منعه أكل ما يضره.
وقول النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له:" ملكت فاسجح ": أى أحسم وارفق. والسجاحة: السهولة، أى لا تأخذ بالشدة وتتبعها، فربما كانت العاقبة، والحرب، سجال، وقيل: لعله طمع فى إسلامهم فلم يرد استئصالهم.
وقوله فى الحديث الآخر:" قدمنا الحديبية ونحن أربع عشرة مائة، وعليها خمسون شاة لا ترويها، فقعد النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جَبَا الرّكية " بفتح الجيم والباء بواحدة مقصور، كذا رواية الكافة، وهو المعروف فى الحديث. والجبى ما حول البئر. والركية: البئر، والأشهر فيها الركى بغير هاء، وحكى بعضهم عن الأصمعى: الركية: البئر، وجمعه ركى. وفى رواية العذرى:" جب الركية ". الجب: البئر، ليست ببعيدة العقر، وليس هذا موضعه.
وقوله:" فإما دعى فيها وإما بسق، فجاشت فسقينا واستقينا ": أى فاضت. وهذا من آياته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعظيم معجزاته، وهذا باب منقول منها بالتواتر من تكثير قليل الماء فى مواطن عدة.
قال الإِمام: وقوله: " فجاشت ": معناه: ارتفعت، يقال: جاش البئر: إذا ارتفع، يجيش جيشاناً، قال الشاعر: