ويرجح هذا التأويل قوله فى الحديث الآخر:" فليس من أمتى "، ويصح أن يكون فى طالبى الملك فى الثوار فى الأطراف، ويكون تبرىء النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منه، أى من أفعاله وسيرته، لا أنه ليس من أمته، وأمره بعد إلى مشيئة الله من العفو عنه أو مجازاته، ويكون قوله:" فليس من أمتى، فى الحديث الآخر مثل قوله: " فليس منا " أى لم يهتد بهدى أمتى ولا استن بسنتها. ومعنى " شق عصا المسلمين ": أى فرق جماعتهم، كما تتفرق العصا إذا شقها، وهو كلام يعبر به عن مثل هذا.
وفى اتخاذ ابن عمر على ابن مطيع القيام على يزيد بن معاوية وخلعه، ما تقدم من منع القيام على أئمة الجور. وعبد الله بن مطيع (١) كان أميراً لقومه حينئذ بالمدينة عند قيام
(١) عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن فضلة بن عوف بن عبيد بن عوزج بن عدى بن كعب القرشى العدوى، ولد فى حياة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى عن أبيه، وعنه ابناه إبراهيم ومحمد، والشعبى وعيسى بن طلحة ومحمد بن أبى موسى. قال الزبير: كان من رجال قريش وكان على قريش يوم الحرة، واستعمله ابن الزبير على الكوفة فأخرجه المختار بن أبى عبيد منها. قال ابن حبان: له صحبة، ووهم فى نسبه. التهذيب ٦/ ٣٦.