لأن أم عبد المطلب من بنى النجار (١). وفيه جواز مثل هذا من ذوى المحارم، وأنه لا يجوز مثله إلا لذوى المحارم. والنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإن كان معصوماً، فإنه يقتدى به فى مثل هذا من أفعاله. وفيه جواز إذن ذوات المحارم محارمهن، وإن لم يحضر الزوج. وفيه إباحة أكل ما قدمته المرأة لضيفها فى بيتها من مالها ومال زوجها؛ لأن الأغلب أن ما فى البيت من الطعام للزوج، إذا علم أنه ممن لا يكره أن يؤكل ما فى بيته. وفيه جواز مثل هذا للوكيل والمتصرف للرجل إذا علم من صاحب المال الإذن والسرور بذلك. ومعلوم من سرور زوج أم حرام إن كانت تحت زوج حنيئذ، وغيرة المسلمين ومحبتهم لدخول النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيوتهم وأكله طعامهم.
وقوله: " فاستيقظ وهو يضحك ": ضحكه لما بشر به من أمر أمته، وغزوهم فى البحر، وسروره بما يفتح الله عليهم فى الدنيا، ويدخله عليهم من الأجر فى الأخرى.
وقوله: " يركبون ثبج هذا البحر "، قال الإمام: الثبج: الوسط. قال أبو زيد: ضربت بالسيف ثبج الرجل، أى وسطه. والثبج ما بين الكتفين. وفى حديث وائل بن
(١) انظر: طبقات ابن سعد ٨/ ٤٣٤، ٤٣٦، الجرح والتعديل ٩/ ٤٦١، تهذيب الكمال ٣٥/ ٣٣٨، الإصابة ١٣/ ١٩٣، شذرات الذهب ١/ ٣٦، سير أعلام النبلاء٢/ ٣١٦.