للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٦ - (١٩٣٧) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الشَّيْبَانِىِّ، قَالَ: سَأَلتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِى أَوْفَى عَنْ لحُومِ الحُمُرِ الأَهْليَّةِ؟ فَقَالَ: أَصَابَتْنَا مَجَاعَةٌ. يَوْمَ خَيْبَرَ، وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ أَصَبْنَا لِلقَوْمِ حُمُرًا خَارِجَةً مِنَ المَدِينَةِ، فَنَحَرْنَاهَا، فَإِنَّ قُدُورَنَا لتَغْلِى؛ إِذْ نَادَى مُنَادِى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنِ اكْفَؤُوا القُدُورَ، وَلَا تَطْعَمُوا مِنْ لحُومِ الحُمُرِ شَيْئًا. فَقُلْتُ: حَرَّمَهَا تَحْرِيمَ مَاذَا؟ قَالَ: تَحَدَّثَنَا بَيْنَنَا فَقُلنَا: حَرَّمَهَا البَتَّةَ، وَحَرَّمَهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لمْ تُخَمَّسْ.

٢٧ - (...) وَحَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ - يَعْنِى ابْنَ زِيَادٍ - حَدَّثَنَا سُليْمَانُ الشَّيْبَانِىُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِى أَوْفَى يَقُولُ: أَصَابَتْنَا مَجَاعَة ليَالِى خَيْبَرَ، فَلمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ وَقَعْنَا فِى الحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ فَانتَحَرْنَاهَا، فَلمَّا غَلتْ بِهَا القُدُورُ نَادَى مُنَادِى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنِ اكفَؤُوا القُدُورَ، وَلَا تَأكُلوا مِنْ لحُومِ الحُمُرِ شَيْئًا، قَالَ: فَقَالَ نَاسٌ: إِنَّمَا نَهَى عَنْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَنَّهَا لمْ تُخَمَّسْ. وَقَالَ آخَرُونَ: نَهَى عَنْهَا البَتَّةَ.

ــ

سميت بذلك لأكلها لها، وأشد ما فى هذا قوله عند أبى داود: " أطعم أهلك من سمين حُمُرك "، ولعل هذا الحديث لم يثبت عند أصحابنا، أو تكون قضية فى عين لا تتعدى، أو القصد منه نفى التحريم وإن [كان] (١) لحومها مكروهة، وقد ذكر أنه ما عنده ما يطعم أهله إلا الحمر، وهذه ضرورة.

قال القاضى: وقوله: " اكفؤوا القدور ": وكذا ضبطناه بألف الوصل، وفتح الفاء من كفأت، ومعناه: قلبت، ويصح فيه قطع الألف وكسر الفاء من أكفأت، وهما بمعنى عند كثير من أهل اللغة.

قال الإمام: يقال كفئت القدر: كببتها وقلبتها لتفرغ ما فيها، وكفأت الإناء: إذا أملته. وقال ابن السكيت: يقال: كفأت وأكفأت.

قال القاضى: قال الكسائى: أكفأت الإناء، وكل شىء قلبته، ولا يقال: أكفأته، قال القتبى: أكفأته أيضاً لغة.

قال الإمام: خرّج مسلم فى حديث البراء: " أصبنا يوم خيبر حُمُراً، [الحديث عن ابن مثنى وابن بشار، وذكر السند، قال البراء: " أصبنا يوم خيبر حُمراً] (٢). فنادى منادى النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن اكفؤوا القدور، وقال أبو مسعود: لهذا الحديث تعليل وهو مرسل.


(١) ساقطة من الأصل، والمثبت من ع،
(٢) سقط من الأصل، والمثبت من ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>