للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٣ - (٢٢١٢) حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِىِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ،

ــ

لعلل كثيرة وخواص عجيبة ما يصدقه قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه، فذكر جالينوس أنها تحل النفخ، وتقتل ديدان البطن إذا أكل أو وضع على البطن، وتشفى الزكام إذا قلى وصر فى خرقة واشتم، ويزيل العلة التى يتقشر منها الجلد ويقلع الثآليل المتعلقة والمنكسة والخبلان، وتدر الطمس، المحتبس إذا كان احتباسه من أخلاط غليظة لزجة، وينفع الصداع إذا طلى به الجبين، ويقلع البثور والجرب ويحلل الأورام البلغمية إذا تضمد به مع الخل، وينفع من الماء العارض فى العين إذا استسعط به مسحوقاً بدهن الأريا (١)، وينفع من انصباب (٢) النفس، ويتمضمض به من وجع الأسنان، ويدر البول واللبن، وينفع من دهشة الرتيلاء، وإذا بُخِّر به طرد الهوام.

قال غيره: خاصيته إذهاب حمى البلغم والسوداء، ويقتل حب القرع، وإذا علق فى عنق المزكوم نفعه، وينفع من حمى الربع. قال بعضهم: ولا يبعد منفعة الحار [من أدواء] (٣) حارة بخواص فيها كوجودنا ذلك فى أدوية كثيرة فيكون الشونيز منها العموم قوله - عليه السلام - ويكون أحياناً مفرداً وأحياناً مركباً.

وفى جملة هذه الأحاديث ما حواه - عليه السلام - من علوم الدين والدنيا وصحة علم الطب. وجواز التطبيب على الجملة وبالأمور التى ذكر فيها من وجوه العلاج والطب من الكى، والحجامة، وشرب الأدوية، والسعوط، واللدود، وقطع العرق، والرقى، والعوذ، والنشر. ورد على من أنكر ذلك من غلاة الصوفية وإن كان كل شىء بقضاء وقدر، فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أنزل الدواء الذى أنزل الداء " (٤) ففيه التفويض إلى الله - تعالى - وأنه فاعل ذلك كله، وأن الله - تعالى - قد قدر فى أزله أن مرض هذا سيكون ويتطبب فيه، هذا وإذ لم يتطبب لم يبرأ، ولكن لا بد له أن يتطبب، فهو من باب علمه لما لا يكون أو لو كان كيف كان يكون، وهو مثل الأمر بالدعاء لباقى الأمور، والأمر بالتوقى من القتل والمعاطب والهلاك، مع أن الأجل لا يُزاد فيه ولا ينقص، والمقادير لا يسبق أوقاتها ولا يتأخر عنه، ولا بد ما هو كائن أن يكون وتفسر هذا الحديث الآخر، وقد سُئل عن الرقى والأدوية والإبقاء (٥)، هل يرد ذلك من قدر الله من شىء؟ فقال: " فإنه من قدر الله " (٦).


(١) انظر القانون فى الطب: ١/ ٢٥٥، ٣/ ٤٠٣.
(٢) فى ح: انتصاب.
(٣) سقط من ز، والمثبت من ح.
(٤) الموطأ، ك العين، ب تعالج المريض ٢/ ٩٤٣.
(٥) فى ح: الاتقاء.
(٦) أحمد ٣/ ٤٢١، الترمذى، ك الطب، ب ما جاء فى الرقى والأدوية (٢٠٦٥)، ابن ماجة، ك الطب، ب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء (٣٤٣٧) وكلهم من حديث أبى خزامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>