للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

من الدفع، يقال: أرفض الدمع: إذا سال متفرقاً.

وعصاه هذه عندى المذكورة فى الحديث هى المكنى عنها بالهراوة فى صفته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الكتب القديمة بصاحب الهراوة. قال أهل اللغة: الهراوة: العصا، وهروته: إذا ضربته بالعصا، ولم يأت لمعناها فى صفته تفسير إلا ما يظهر من هذا الحديث.

وقوله: " كما تزاد الغريبة من الإبل " (١) معناه: أن الرجل إذا سقى إبله ودخلت بينهما ناقة ليست منها، طردها وزادها عن حوضه، ودفعها عنه، حتى يسقى إبله. وهذا كما جاء فى الحديث الآخر: " كما يزاد البعير الضال " (٢).

وقوله فى رواية أنس فى هذا الحديث: " فيمن يزاد رجال ممن صاحبنى " (٣) يدل على صحة تأويل من تأول [أنهم] (٤) أهل الردة، ولذلك قال - عليه السلام - فيهم: " سحقاً سحقاً ". والنبى - عليه السلام -. لا يقول ذلك فى مذنبى أمته، بل يشفع له ويهتم بأمرهم، ويضرع إلى الله - تعالى - فى رحمتهم والعفو عنهم. وقيل: بل هم صنفان، منهم العصاة المرتدون عن الاستقامة، المبدلون عملهم الصالح بغيره. ومنهم المرتدون على أعقابهم بالكفر، واسم التبديل يشملهم كلهم، وقد تقدم الكلام عليه مستوعبًا قبل.

وقوله: " أوتيت مفاتيح خزائن الأرض " جمع بمفاتيح (٥)، ومن رواه مفاتح بغير ياء التعويض فجمع مفتح، وهما لغتان فيه إعلامه - عليه السلام - بما يفتح عليه وعلى أمته بعده من ممالك الأرض وخزائنها.


(١) حديث رقم (٣٨) من الباب.
(٢) حديث رقم (٢٩) من الباب.
(٣) حديث رقم (٤٠) من الباب.
(٤) فى هامش ز.
(٥) حديث رقم (٣٠) من الباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>