صغرهن على النظر لأنفسهن وبيوتهن، وأبنائهن. وقد أجاز العلماء بيعهن وشراءهن، ولم يعبروا أسواقها. وروى عن مالك كراهة شرائها، وهذا عندى محمول على كراهة الاكتساب بها للبائع، وتنزيه أُولى المروءات عن تولى ذلك من بيع وشراء لا كراهة اللعب بهن، وعلى الجواز بلعب الجوارى بهن جمهور العلماء، وذهبت فرقة إلى أنه منسوخ بالنهى عن الصور.
وقوله:" فكن - يعنى صواحبها - ينقمعن من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ": أى يدخلن البيت يتغيبن حياءً وهيبة له.
وقولها:" فكان يسربهن إلىّ ": أى يرسلهن.
وقوله:" كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة يبتغون ذلك مرضاة النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ": فيه جواز مخلة الزوج بعض نسائه، ومحبة الخير لها أكثر من غيرها، وإنما أمر بالعدل فى أفعاله، وأما فى القلب فليس من قدرته. وقد مر هذا فى النكاح، ويأتى منه بعد هذا، وذكرنا أن العدل بينهن لم يكن واجباً فى حقه - عليه الصلاة والسلام - ولكنه كان يلتزم ذلك لتستن به أمته.
وفى إرسال أزواج النبى - عليه الصلاة والسلام - فاطمة إلى أبيها فى شأن عائشة