للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَتِ السَّابِعَة: زَوْجِى غَيَايَاءُ - أَوْ عَيَايَاءُ - طَبَاقَاءُ، كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ، شَجَّكِ أَوْ فَلَّكِ، أَوْ جَمَعَ كُلا لَكَ.

ــ

ذم لزوجها، وإنما أرأدت وإن رقد التف فى ناحية ولم يضاجعنى ليعلم ما عندى من محبتى لقربه. قال: ولا بث هاهنا (١) إلا محبتها الدنو من زوجها، فسمت ذلك بثاً؛ لأن البث من جهته يكون. وقال أحمد بن عبيد: أرادت أنه لا يفتقد أمورى (٢) ومصالح أنسابى، وهو قولهم: ما أدخل يده فى الأمر؛ أى لم يتفقده.

قال ابن الأنبارى: رد ابن قتيبة على أبى عبيد تأويله لهذا الحرف. قال: وكيف تمدحه بهذا وقد ذمته فى صدر الكلام. قال ابن الأنبارى: ولا حجة على أبى عبيد فيه؛ لأن النسوة كن تعاهدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً، ومنهن من كانت أمور زوجها كلها حسنة فوصفتها. ومنهن من كانت أمور زوجها كلها قبيحة فبينتها، ومنهن من كان بعض أمور زوجها حسنة وبعضها قبيحة فأخبرت به.

قال الإمام: وإلى قول ابن الأعرابى وابن قتيبة ذهب الخطابى فى تفسير هذا. قال القاضى: قولها: " إذا اضطجع التف ": تريد نام ناحية عنها. وهذا يؤيد خلاف قول أبى عبيد فى البث، وموافقة من تأوله على قلة الاشتغال بها، وقد تريد وصفه بالفشولة والعجز، فهذه نومة العاجز الوكل الزميل، وبهذه الضجعة سمى، ويؤيد تأويل مخالفى أبى عبيد فى هذا ما جاء عن عروة فى بعض طرق هذا الحديث. وذكر خمسة (٣) منهن هذه إحداهن، فقال: هؤلاء خمسة يشكرن " أو غياياء طباقاء ".

قال الإمام: قال أبو عبيد: وقول السابعة: " زوجى عياياء طباقاء ": العيا، بالعين المهملة: هو الذى لا يضرب ولا يلقح من الإبل، وكذلك هو فى الرجال، العيايا هنا فى كتاب ابن ولاد، العىّ: الأحمق القدم. قال الخطابى: أصل الطباقاء ما قاله الأصمعى، وهو الذى أمره مطبق عليه.

قال ابن ولاد: يقال: فلان طباقا، إذا لم يكن صاحب غزو ولا سفر، إنما شرح بهذا ابن ولاد بقية وصف الطباق فى البيت الذى استشهد به لا الطباقا، والبيت:

طباقاء لم يشهد خصوما ولم يُنِخْ ... قلاصاً إلى أكوارها حين تعكف

قال: يريد أنه ليس صاحب غزو ولا سفر.


(١) فى ح: هناك.
(٢) فى الأبى: همومى.
(٣) فى ز. خمساً، والمثبت من ح.

<<  <  ج: ص:  >  >>