للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

منى. وقولها. " وأشرب فأتقمح ": النقح فى الشرب مأخوذ من الناقة المقامح. قال الأصمعى: وهى التى ترد الحوض فلا تشرب. قال أبو عبيد: وأحسب قولها: " ما يقمح ": أى أروى حتى أدع الشراب من شدة الرى. قال: ولا أراها قالت هذا إلا من عزة الماء عندهم. قال: وبعض الناس يروى هذا الحرف " فاتقنح " بالنون، ولا أعرف هذا الحرف ولا أرى المحفوظ إلا بالميم.

قال القاضى: لم نروه فى كتاب مسلم والبخارى إلا بالنون، وقال البخارى فى حاشية الكتاب: وقال بعضهم: " فأتقمح " بالميم وهو أصح.

قال القاضى: والنون صحيحة. قال أبو على القالى فى كتابيه " البارع والآمال، [وشمر بن حميد ويه] (١): [قنحت الإبل قنحاً] (٢): إذا كرهت الشرب، وأكثر كلامهم: تقنحت نقحاً. قاله أبو زيد. وقال نحوه ابن السكيت وأبو حنيفة. فالميم إذًا والنون بمعنى، وكثيراً ما يتوارد كقولهم: امتقع وانتقع، وقال شمر: التقنح الشرب فوق الرى. قال ابن حبيب: عن ابن أبى أويس: هو الذى بعد الرى. وقال النيسابورى: هو الشرب على رسل لكثرة اللبن فليس يتاميها غيرها. وقال يعقوب: " فاتقنح ": أى فلا يقطع على شربى.

وقولها: " وأرقد فأتصبح ": أى أنام الصبحة، وهى يوم أول النهار، تريد أنها مرفهة، عندها من يخدمها ويكفيها مؤونة بيتها، إذ لا ينام الصبحة إلا من هو بهذه الصفة. قال امرؤ القيس:

نؤوم الضحى لم تنطق عن تفضل

وقولها: " أم أبى زرع فما أم أبى زرع وفى رواية العذرى: " أم زرع "، وهو وهم.

وقولها: " عكومها رداح قال الإمام: قال أبو عبيد: العكوم: الأحمال والأوعية والأعدال، التى فيها طرف الأطعمة والمتاع، واحدها عكم. " ورداح ": عظام كثيرة الحشو، ومنه قيل للمرأة إذا كانت عظيمة الأكفال: رداح. وللكثيبة إذا عظمت: رداح.

قال القاضى: قد يحتمل أنه أراد بعكومها هنا كفلها وعظمه.

وقولها: " رداح " وهو واحد خبراً عن العكوم، وهى جمع والجمع لا يوصف بالمفرد، ولا يخبر به عنه، والمراد كل عكم منها رداح، أو يكون رداح هنا مصدراً


(١) هكذا فى ز، وفى ح: شمر بن حمدويه.
(٢) هكذا فى ز، ح، أما فى الأبى: قمحت الإبل قمحًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>