وقولها:" وغيظ جارتها ": تريد ضرتها، يغيظها ما ترى من حسنها وجمالها وعفتها، وفى الرواية الأخرى:" وعقر جارتها " كذا ضبطناه عن جميع شيوخنا بفتح العين والقاف، وقيده الجيانى:" عُبْر " بضم العين وسكون الباء، وكذا ذكره ابن الأنبارى، وأرى الجيانى أصلحه من كتابه، وفسره ابن الأنبارى بوجهين:
أحدهما: أنه من الاعتبار أى إنما يرى من عفتها وحسنها ما تعتبر به.
والثانى: من العبرة والبكاء أى يرى من ذلك ما يبكى عينها حسداً وغيظاً لذلك، كما تقدم فى الرواية الأخرى، وعلى رواية:" عقر " فمن هذا، أى دهش جارتها، يقال: عقر إذا دهش أى أن ذلك يدهشها. أو يكون من القتل أو الجرح، ومنه: صيد عقير، أى قتيل أو مجروح. وعقر فلان إبله: قتلها، وكلب عقور: أى جارح.
وقولها فى جارية أبى زرع:" لا تبث حديثنا تبثيثاً ": رويناه هنا بالباء، قال الإمام: معناه: لا تشيعه ولا تظهره، ويروى:" لا تنبث " بالنون، ومعناه قريب من الأول، أى لا تظهر سرنا.
وقولها:" ولا تنقث ميرتنا تنقيثاً ": يعنى الطعام، لا تأخذه فتذهب به. تصفها بالأمانة. والتنقيث: الإسراع بالشىء.
قال القاضى: روايتنا فيه هنا فى الحديث الأول بضم التاء وفتح النون وكسر القاف، وفى الحديث بعده [بفتح التاء وضم القاف](١) لكافتهم. قال ابن حبيب: ومعناه: لا تفسده وتفرقه وتسرع فيه، وليس من الإسراع فى السير. والميرة: ما يمتاره البدوى من الحضر من طعام، ولبعض شيوخنا فى هذا الحديث عندنا ضبط غير ما تقدم، وكله تصحيف ووهم.
وقولها:" ولا تملأ بيتنا تعشيشاً "، قال الإمام: قال الخطابى: لم يفسره أبو عبيد. والتعشش - بالعين المهملة - مأخوذ من قولهم: عشش الخبز: إذا فسد، يريد