قال القاضى: إنما يصح هذا على رواية من يروى: " ولا تفسد ميرتنا تعششاً "، وأما على ما فى الأم:" ولا تملأ بيتنا تعشيشاً " بالعين المهملة فيهما فمعناه: أنها مصلحة للبيت معتنية بتنظيفه، وإلقاء كناسته، ولا تتركها فيه مجتمعة هنا وهنا كأعشاش الطير. وقال: إنها تكنسه وتنظفه ولا تتركه مثل عش الطائر فى قذره، وقيل: لا تخوننا فى طعامنا فتخبزه فى زوايا المنزل كأعشاش الطيور. ومن روى " تغشيشاً " بالمعجمة فمن الغش والخيانة، قيل: فى الطعام وقيل: من النميمة.
وقولها:" والأوطاب تمخض ": جمع هنا وطباً على أوطاب، وهو نادر، ولم يأت فعل على أفعال إلا فى حروف قليلة فى الصحيح، وهى فى المعتل كثير، وجمع وطب فى المعلوم وطاب فى القلة، وأوطب فى الكثرة. وقد جاء فى رواية ابن السكيت:" وطاب " على الأصل. وفى النسائى:" أطاب بالتمر " كأنه بدل من الواو، وكما قالو ا: وشاح وأشاح، ووكاف وأكاف.
قال الإمام: قال أبو عبيد: الأوطاب أسقية اللبن، واحدها وطب.
وقولها:" يلعبان من تحت خصرها برمانتين ": يعنى أنها ذات كفل عظيم، فإذا استلقت نتأ الكفل بها من الأرض حتى تصير تحت خصرها فجوة يجرى فيها الرمان.
قال القاضى: ذهب بعضهم أن المراد بالرمانتين هنا الثديين. ورد أبو عبيد هذا وقال: ليس هنا موضعه، وذكر نحو ما تقدم. وما أنكره أبو عبيد عندى أظهر وأشبه، لاسيما وقد روى:" من تحت صدرها ومن تحت درعها "؛ ولأن العادة لم تجر برمى الصبيان الرمان أصلاب أمهاتهم ولا استلقاء النساء لهن لذلك حتى يشاهد ذلك منهم الرجال، والأشبه أنها رمانتا النهدين، شبهها كذلك لنهودها. ودل [ذلك](١) على صغرها وقياسها.