يعزى إلى شعر ينسب إليه ويوصف به وله معنى، وللروايات كلها وجه.
وقوله:" فأتيت مكة فتضعفت رجلاً منهم، فقلت: أين هذا الذى تدعونه الصابئ؟ ": كذا رواية الجلودى، وعند ابن ماهان:" تضيف " بالياء ولا معنى لها فى هذا الحديث، ورواه البزار فى مسنده:" تصفحت "، والرواية الأولى أوجه، وهى الرواية التى ذكرها الشارحون.
قال الهروى: معناه: استضعفته. قال القتبى: قد يدخل " استفعلت " على بعض حروف " تفعلت " نحو تعظم وأستعظم، وتكبر واستكبر؛ ومعناه: أنه لم يقدم على سؤال من يخشى منه ويتوقع أذاه، ألا تراه كيف لم يسلم منه مع هذا لما سأله ونبه الناس عليه، فقال: الصابئ. قال: فمال على أهل الوادى وأصحابه. الصباة: جمع صابٍ، مثل رام ورماة، ومن همز الصابى جمعه صباه، مثل كاتب وكتبة، وكافر وكفرة، وكأنهم سهلوا الهمزة الأخرى ثم حذفوها. وكانت قريش لا تهمز، وقد قرئ بالوجهين: الصابون والصابئون بالهمز وتركه، ومعناه: الخارج من دين إلى دين.
وقوله:" خررت مغشياً علىَّ، فارتفعت [حين ارتفعت](١) كأنى نصب أحمر ": يعنى أنه سقط لما ناله من الضرب والرمى، وصار كأنه يصب من كثرة الرمى، وهى الحجارة التى كانت الجاهلية تذبح عليها لآلهتهم، وهى الأنصاب، والواحد نصب، ونصيب مسكن. ونصيب بالفتح أيضاً، ومعنى " ارتفعت " هنا: قمت. وقيل: معناه: ارتفع عنى.
فيه ما كان يلقى المؤمنون من أذى المشركين وصبرهم عليه، وفضل أبى ذر واستبصاره فى الإسلام، وهداية الله له إليه من عنده وعنايته به.
وقوله:" لقد لبثت ثلاثين ما بين ليلة ويوم مالى طعام إلا ماء زمزم، فسمنت حتى تكسرت عكن بطنى ": أى انطوت طاقات لحم بطنه، وهذا من بركة زمزم وفضلها.
وقول النبى - عليه الصلاة والسلام - فى ذلك:" إنها طعام طعم " هو من أسماء زمزم، ومعناه: يغنى شاربها عن الطعام، أى أنها تصلح للأكل. والطعم بالضم مصدر، وقيل: لعله طعم بالفتح، أى طعم شيئاً. والطعم شهوة الطعام، وقيل: لعله طعم